للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إخوة الإسلام وإذا كانت قيمة الأخلاق في الإسلام لا تخفى، وقد سبق الحديث عن شيءٍ منها، فما مكانة الحياء من أخلاق الإسلام؟

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم موضحًا ذلك: «إن لكل دين خلقًا وخلق الإسلام الحياء» رواه مالك وابن ماجه بسند حسن (١).

ولأهمية الحياء وقدره، وحاجة الحياة والأحياء له بقي سمة هذا الدين، وسمة الأديان السابقة، ولم ينسخ من بين ما نسخ من شرائع الله، ولهذا قال المصطفى، صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما تشاء) (٢).

ويكفي الحياء قدرًا أنه من الإيمان، وأنه طريق إلى الجنة، وعكسه البذاء. يقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار» (٣).

وعرف العلماء الحياء، لغة، بأنه تغير وانكسارٌ يعتري الإنسان من خوف ما يُعاب به (٤).

أما تعريف الحياء في الشرع: فهو خلقٌ يبعث على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق، ولهذا جاء في الحديث (الحياء خيرٌ كله) (٥) ..

وقال الراغب الأصفهاني: الحياء انقباض النفس عن القبيح، وهو من خصائص الإنسان ليرتدع عن ارتكاب كل ما يشتهي، فلا يكون كالبهيمة، وهو


(١) جامع الأصول ٣/ ٦٢٢.
(٢) رواه البخاري وأبو داود، جامع الأصول ٣/ ٦٢١.
(٣) الحديث أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، جامع الأصول ٣/ ٦١٧.
(٤) الفتح ١/ ٥٢.
(٥) المصدر السابق ١/ ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>