للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤدية إلى النار، كما يتقي المحارب بجنته حين القتال، فيمنعه القتل، ويسلمه من العدو، بإذن الله.

يجسد هذا المعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث ويقول: «الصيام جنة وإذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم- مرتين-» (١).

وفي الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام: «الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال» (٢).

وفي الحديث الثالث «الصيام جنة وهو حصن من حصون المؤمن .. » (٣).

إخوة الإسلام وفي شهر الصيام فرصة للتخفيف من أثقال الأوزار، وفيه تطهير للنفوس من الأدران، وحماية القلوب من الرَّان، وهذه وتلك قد لا يحسن بوطأتها إلا من أثقلت نفوسهم المعاصي فضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فلما حل شهر رمضان وصاموا مع الصائمين ووقفوا يتضرعون مع القائمين، وبكوا على خطيئتهم وندموا على تفريطهم، وأحسوا بانشراح صدورهم، وخفة في أرواحهم، وانفراج في كربتهم، وأنس بدل وحشتهم، وكذلك يفعل الصيام وكذلك تنزل الرحمات في رمضان وغير رمضان.

فبشراكم معاشر المسلمين، بشهر الصيام يرتفع فيه المؤمنون درجات وتحط به الأوزار عن أهل السيئات.

ولا يزال الصيام بالمسلم يحوطه ويؤنسه، حتى يكون شافعًا له لدخول الجنة والنجاة من النار يوم القيامة، وكذلك يفعل القرآن، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصيام


(١) الحديث رواه أحمد والبخاري، صحيح الجامع ٣/ ٢٦٧.
(٢) رواه أحمد والنسائي وابن ماجه يسند صحيح، صحيح الجامع ٣/ ٢٧.
(٣) رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن، صحيح الجامع ٣/ ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>