للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله رب العالمين أحمده تعالى وأشكره وأثني عليه الخير كله، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إخوة الإيمان .. فإذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن، أحرَم من لم يكن مُحرِمًا بالحج، فإذا كان فجر التاسع تحرك الحجاج إلى عرفات (والحج عرفة) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، والوقوف بها يبدأ من زوال الشمس إلى تحقق الغروب، وينبغي التأكد من الوقوف بعرفة فإن بطن عرنة ليست من الموقف، ولا يجوز للحاج أن ينصرف إلا بعد تحقق الغروب وينبغي استشعار عظمة هذا اليوم واستثماره بالذكر والدعاء وتلاوة القرآن مع حضور القلب وخشوعه، فما رُئِي الشيطان أحقر ولا أذل منه في يوم عرفة، إلا ما رؤيَ في يوم بدر، ويخطئ بعض الحجاج في عدم استثمار هذا اليوم وإضاعته بكثرة الأحاديث التي لا قيمة لها، أو غيرها أولى منها، ويخطئ آخرون بإضاعة وقتهم في صعود جبل الرحمة فهو لا أصل له ولا فضيلة فيه، قال الشنقيطي: وما قاله الطبري والماوردي في استحباب ذلك لا يعول عليه (١).

قال عليه الصلاة والسلام مبينًا قيمة الدعاء في هذا اليوم: «خير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» (٢).


(١) أضواء البيان ٥/ ٢٦٣، ٢٦٤.
(٢) حديث حسن رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما (صحيح سنن الترمذي ٢/ ١٨٤، صحيح الجامع الصغير ٣/ ١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>