للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكفي للنهي عن هذه الفاحشة النكراء.

فالأمراض المدمرة يجلبها الزنا وقد جاء في الحديث، أن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على المهاجرين يومًا فقال: يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ الله أن تدركوهن فذكر منها: «ولم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيها الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم» (١).

وهنا نحن اليوم نشهد نبوة النبي صلى الله عليه وسلم في المجتمعات التي ينتشر فيها الزنا.

أيها المسلم والمسلمة وكل منا محتاج إلى كشف الكربات التي تصادفه في الدنيا وكشف كربات القيامة من باب أولى، وقد ورد أن البعد عن الزنا سبب لتفريج الكربات، كما في قصة الذين انطبق عليهم الغار فاستصرخ كل منهم ربه بعمل عمله، وكان من أعمال أحدهم أنه راود يومًا امرأة في الحرام فلما وقع منها موقع الرجل من امرأته قالت له: يا عبد الله اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فخاف الله وأقلع عنها، وكان هذا العمل سببًا لرفع جزء من الصخرة عنهم ... وكذلك يفرج الله عن عباده العارفين به حال السراء إذا مسهم الضر وأصابهم البلاء ..

أيها المسلمون، هذه مقدمات وروادع لفاحشة الزنا، وبيان لبعض عقوباتها في الآخرة والأولى. أما الأسباب المؤدية للجريمة، وأما العوامل المساعدة على الخلاص منها فتلك لأهميتها أرجئ الحديث عنها لخطبة قادمة بإذن الله.

عصمني الله وإياكم من كل مكروه، وأخذ بأيدينا إلى الخير والفلاح هذا وصلوا على القائل: «ما من عبد يصلي علي إلا صلت عليه الملائكة ما دام يصلي علي فليقل العبد من ذلك أو ليكثر» (٢).


(١) صحيح الجامع ٦/ ٣٠٦.
(٢) صحيح الجامع ٥/ ١٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>