للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإبطالُ الباطل على ملأ من الناس، وفي يوم اجتماعهم: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} (١).

وفرعون في المقابل يبعث في المدائن حاشرين مثيرًا ومُضللًا: {إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (٥٤) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (٥٥) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} (٢).

وينقلب السحر على الساحر، ويعلو الحقُّ الأصيل، وينكشف الباطل المزيف!

وسليمان عليه السلام يستخدم الكتاب أسلوبًا من أساليب الدعوة لملكة سبأ التي قالت: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (٢٩) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣٠) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}.

وكانت النتيجة {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٣).

والعرب قبل الإسلام انتشرت لديهم وسائل كثيرةٌ للاتصال تتلاءم مع طبيعة تلك المرحلة، فعن طريق التجارة كانوا ينقلون الأخبار ويطلعون على الأحوال، وأسهمت البعثات اليهودية والنصرانية المتتابعة لأرض الجزيرة العربية في نقل أفكار الأمم المجاورة ومعتقداتها، وكانت إمارتا الحيرة والغساسنة على تخوم الفرس والروم صلة الوصل بين العرب والأمم التي تجاورها، وبين العرب أنفسهم كانت توجد وسائل اتصال فيما بينهم عن طريق الشعر والخطابة، والأعياد والأسواق وإشعال النار على رؤوس الجبال، وعقد الندوات والمشاورات (٤).


(١) سورة طه، آية: ٥٩.
(٢) سورة الشعراء، الآيات: ٥٤ - ٥٦.
(٣) سورة النمل، آية: ٤٤.
(٤) محمد موفق الغلايني، وسائل الإعلام ص ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>