للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليقظة ورقة القلب (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ..

وأشهد أن لا إله إلا الله ...

أيها المسلمون! التقوى وصية الله للأولين والآخرين، وهي سببُ النجاة والفلاح في الدارين: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} (٢).

{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٣).

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم آت نفوسنا تقواها، اللهم زكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

عباد الله! فرق كبيرٌ بين الغفلة واللهو وقسوة القلب وبين اليقظة ورقة القلب وخشوعه وإنابتهِ إلى الله. وتبلغ قسوة القلب عند بعض الناس إلى درجةٍ ينقلب فيها القلبُ إلى حجر صلد، لا يترشح منه شيء، ولا يتأثر بشيء، كما قال تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} (٤).


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٨/ ٧/ ١٤١٨ هـ.
(٢) سورة الطلاق، الآيتان: ٢، ٣.
(٣) سورة المائدة، آية: ٣٥.
(٤) سورة البقرة، آية: ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>