للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، من يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد فاتقوا الله أيها الناس، واخشوا يومًا لا يجزي والدٌ عن ولده، ولا مولود هو جازٍ عن والده شيئًا، إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٢).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (٣).

أيها المسلمون .. ويهيم المحبون للدنيا بمحبتهم طرائق قددًا، فذاك متيم القلب لمحبوبته .. وذاك صريع العشق لمن استلبت فؤاده، وثالث محبٌ مفتون بماله أو ولده ورابع مغرور بملكه وسلطانه أو حرثه ونسله ولا تكاد تخرج هذه وتلك عن شهوات الدنيا الفانية، من النساء والبنين، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والخيل المسومة والأنعام والحرث، وعنها قال تعالى:


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٦/ ١/ ١٤١٩ هـ.
(٢) سورة المائدة، آية: ٣٥.
(٣) سورة التوبة، آية: ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>