للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في الناس ما احترق» (١).

وقد فسره بعض أهل العلم بأن المقصود بذلك حافظ القرآن، وقال أبو أسامة «اقرأوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف فإن الله لا يعذب بالنار قلبًا وعى القرآن» (٢).

وقال أبو عبيدة: «وجه هذا عندنا أن يكون أراد بالإهاب قلب المؤمن وجوفه الذي قد وعى القرآن» (٣) ألا فاغتبط بهذا الفضل، وعظم كتاب الله، وما أسعدك حين تكون في عداد الناجين- برحمة الله- من النار. وفي لفظ: «لو جُمع القرآن في إهاب ما أحرقه الله بالنار» (٤).

يا حافظ القرآن وأنت مغبوط، بل محسودٌ على حفظ كتاب الله وتلاوته، روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا حسدَ إلا في اثنتين، رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه أناءَ الليل وآناء النهار ... » (٥) الحديث.

فهلا قدمت هذه النعمة، وهل تقوم بحقها فتتلو كتاب الله آناء الليل وآناء النهار .. تقرأه حضرًا وسفرًا راكبًا أو ماشيًا أو قاعدًا أو نائمًا .. ويظل يُسرج في قلبك حتى تضيء منه على الآخرين .. ويظل يمدك بالنور فتكشف به أمارات الطريق لمن ضلوا السبيل.

أجل لقد نزل القرآن أول ما نزل، ومهمته إخراج الناس من الظلمات إلى


(١) رواه أحمد والدارمي وغيرهما.
(٢) فضائل القرآن للرازي ١٥٥، ١٥٦، محمد الدويش: حفظ القرآن ٢٤.
(٣) فضائل القرآن: ٢٣.
(٤) صحيح الجامع ٥/ ٦٢.
(٥) ح ٥٠٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>