للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[باب الظروف من المكان]

الظروف من المكان ليست كالظروف من الزمان في أن جميع الأفعال تتعدى إلى جميع ضروبه وإنما يتعدى الفعل الذي لا يتعدى إلى ما كان مبهما منها. ومعنى المبهم أن لا تكون لها نهاية معروفة ولا حدود محصورة كالجهات الست. فأما ما لم يكن منها مبهما فأن الفعل الذي لا يتعدى لا يتعدى إليه كما لا يتعدى إلى غير ذلك من أسماء الأشخاص الموقتة تقول: قمت أمامك، وسرت وراءك وخلفك [وقدامك] ويمينك ويسرتك وشامة زيد وكذلك عند لأنها أشد إبهاما من خلف وبابه.

فأما ما كان من الأماكن مخصوصا فإن الفعل الذي لا يتعدى لا يتعدى إليه لا تقول: قمت بغداد، ولا قمت السوق، ولا قمت المسجد لأن هذه الأماكن مخصوصة كزيد وعمرو وينفصل بعضها من بعض بصور وخلق فهي في ذلك كالأناسي ونحوهم من الجثث المخصوصة وكما لا يتعدى الفعل الذي لا يتعدى إلى الأناسي كذلك لا يتعدى إلى ما كان من الأماكن بمعناهم في الاختصاص.

<<  <   >  >>