للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصددت (٧) عنهم والآحبة فيهم (٨) ... طمعا لهم بعقاب يوم مفسد

قال: ثم غزا أحدا مع المشركين، ولم يزل متمسكا بالشرك حتى أسلم يوم فتح مكة، استأمنت له أم هانئ بنت أبى طالب، وكان لجأ إلى منزلها واستجار بها، فتفلت عليه علىّ بن أبى طالب ليقتله، فقالت أم هانئ للنبى صلى الله عليه وسلم حين دخل منزلها ذلك اليوم: يا رسول الله، ألا ترى إلى ابن أمى، أجرت رجلا فأراد أن يقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أجرنا من أجرت. وأمنه، ثم حسن إسلام الحارث بن هشام.

وذكر ابن عبد البر: أن الأصمعى زعم أنه لم يسمع بأحسن من اعتذار الحارث بن هشام، عند فراره يوم بدر بأبياته هذه. وذكرها ابن عبد البر وزاد فيها بيتا بعد الأول وهو (٩):

ووجدت ريح الموت من تلقائهم ... فى مارق (١٠) والخيل لم تتبدد

وأنشد صدر البيت الأول على غير ما سبق فى اللفظ؛ لأنه قال: الله يعلم ما تركت قتالهم، والباقى سواء. وكذا البيتان الأخيران إلا لفيظات؛ ففى اللفظ لا فى المعنى.

قال ابن عبد البر: وكان من فضلاء الصحابة وخيارهم، وكان من المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم، قال: وروى أن النبى صلى الله عليه وسلم، ذكر الحارث بن هشام وفعله فى الجاهلية فى قرى الضيف وإطعامه الطعام فقال: إن الحارث لسرى وإن كان أبوه لسريا، ولوددت أن الله تعالى هداه إلى الإسلام.

وقد روى عنه أبو نوفل بن أبى عقرب، واسم أبى عقرب معاوية بن مسلم الكنانى. وروى عنه ابنه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قال: وذكر الزهرى: أن عبد الرحمن ابن سعد المقعد، حدثه أن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أخبره عن أبيه أنه قال: يا رسول الله، أخبرنى بأمر أعتصم به، فقال: «املك عليك هذا» ـ وأشار إلى لسانه ـ قال: فرأيت أن ذلك يسير. ومن رواة ابن شهاب لهذا الحديث عنه من يقول: قال عبد الرحمن: فرأيت أن ذلك شيء يسير، وكنت رجلا قليل الكلام، ولم أفطن به، فلما رمته فإذا لا شيء أشدّ منه.


(٦) فى الاستيعاب: يكنى.
(٧) فى الاستيعاب: فصدفت.
(٨) فى الاستيعاب: دونهم
(٩) انظر الاستيعاب ترجمة ٤٥٢.
(١٠) فى الاستيعاب: مأزق.

<<  <  ج: ص:  >  >>