للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليه قتله أبو قتادة، وعرض الصديق رضى الله عنه الدية على متمّم بن نويرة، وأمر خالدا بأن يطلّق زوجة مالك؛ لأنه كان قد تزوجها.

وفى ربيع الأول سنة اثنتى عشرة، فتحت اليمامة وغيرها على يد خالد، وأباد الله على يده أهل الرّدّة، منهم مسيلمة الكذاب رأسهم، وكان فتح خالد لليمامة صلحا، وبعثه الصديق رضى الله عنه فى سنة ثلاث عشرة إلى العراق، لقتال فارس، فأنالهم ذلة وهوانا، وافتتح الأبلة، وأغار على السواد كذا قال [ .......... ] (١).

وذكر الزبير عن عمه مصعب: أن خالدا فتح بعض السواد، وصالح أهل الجزيرة، ثم أمره أبو بكر رضى الله عنه بالمسير إلى الشام، فلم يزل بها حتى عزله عمر بن الخطاب رضى الله عنه.

وذكر الزبير: أن عمر عزل خالدا لما كان يعيبه عليه فى حال ولايته للصديق رضى الله عنه، من صرفه للمال بغير مشاورة الصديق، واستبداده بفعل أمور لا يشاور فيها الصديق، كقتله لمالك بن نويرة، ونكاحه لامرأته، وفتحه لليمامة صلحا، وغير ذلك، حتى قيل إنه لم يرفع للصديق حسابا فى مال.

وذكر الزبير: أن عمر رضى الله عنه لم يعزله، حتى كتب إليه أن لا يخرج شاة ولا بعيرا إلا بأمره، فكتب إليه خالد: إما أن تدعنى وعملى، وإلا فشأنك وعملك. وكان قد كتب بمثل ذلك للصديق، فما كتب إليه الصديق بمثل ما كتب إليه عمر، ورأى الصديق أن لا يعزله، ورأى عمر عزله. وكان عمر يسأله أن يعود إلى عمله، فيأبى خالد إلا أن يتركه عمر ورأيه، فيأبى عمر رضى الله عنه، وهذا معنى كلام الزبير.

وروينا من حديث علىّ بن رباح عن ناشرة بن سمىّ اليزنى، أن عمر رضى الله عنه، لما قدم الشام اعتذر فى خطبته بالجابية، عن عزل خالد بن الوليد، بأنه أمره أن يحبس هذا المال على المهاجرين، فأعطاه ذا البأس والشرف واللسان، فرد على عمر أبو عمرو بن حفص بن المغيرة، ابن عم خالد بن الوليد. وهذا الحديث فى سنن النسائى (٢).


(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
(٢) أخرجه النسائى فى الكبرى (٨٢٠٩) من طريق: إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنى وهب بن زمعة، قال: أنا عبد الله، عن سعيد بن يزيد، قال: سمعت الحارث بن يزيد الحضرمى يحدث، عن على بن رباح، عن ناشرة بن سمى اليزنى، قال: سمعت عمر بن الخطاب وهو يخطب الناس، فقال: إنى أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، فإنى أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين، فأعطاه ذا الشرف وذا اللسان، فنزعته، وأمرت أبا ـ

<<  <  ج: ص:  >  >>