للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأول أحداثه بمكة، أنه هدم البركة التى عمرها خالد القسرى عند زمزم، وساق إليها الماء العذب من الثقبة، ليحاكى بذلك زمزم، ويصرف الناس عنها، وفعل داود بالحرمين أفعالا ذميمة؛ لأن ابن الأثير قال فى أخبار سنة ثلاث وثلاثين ومائة: وفيها قتل داود بن على من ظفر به من بنى أمية بمكة والمدينة، ولما أراد قتلهم، قال له عبد الله بن الحسن ابن الحسن: يا أخى، إذا قتلت هؤلاء، فمن تباهى بملكك؟ أما يكفيك أن يروك غاديا ورائحا فيما يسرك ويسوءهم؟ فلم يقبل منه وقتلهم.

قال: وفيها مات داود بن على بالمدينة، فى شهر ربيع الأول، واستخلف حين حضرته الوفاة ابنه موسى. انتهى.

وعلى ابن الأثير اعتمدت، فيما ذكرته من ولايته للبلاد المذكورة، وتاريخ ولايته لذلك. وقد ذكر غير ولايته لبعض ذلك؛ لأن فى تهذيب الكمال للمزّى، كلاما عن ابن عدى، فيما رواه داود بن عدى، هذا من الحديث: وولى مكة والموسم، واليمن، واليمامة. ذكر ذلك من غير فصل. والظاهر أنه من كلام ابن عدى، والله أعلم.

وذكر يعقوب بن سفيان ولايته على المدينة، وأنه توفى وهو وال عليها، ليلة هلال ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائة. وهذا لا يفهم من كلام ابن الأثير، أعنى كونه توفى ليلة هلال ربيع الأول.

وذكر ابن سعد، أنه توفى فى هذه السنة، وهو ابن اثنتين وخمسين سنة. وقيل فى سنّه أكثر من ذلك؛ لأن فى تهذيب الكمال للمزّى، قال: وقالوا: ولد سنة ثمان وسبعين، وتوفى سنة اثنتين وثلاثين. وهذا غريب فى تاريخ وفاته. وهو بعيد من الصحة. وقد عقب على ذلك المزى بقوله. وقالوا: سنة ثلاث وثلاثين. وذكر المزى، أن داود روى عن أبيه، عن جده.

وروى عنه الثورى والأوزاعى، وابن جريج وغيرهم، قال: روى له البخارى فى «الأدب» حديثا، والترمذى آخر (١).


(١) روى له أبو داود حديثين: الأول: فى باب ما جاء فى الإيلاء، حديث رقم (١١٩٨) من طريق: حدثنا الحسن بن قزعة البصرى، أنبأنا مسلمة بن علقمة، أنبأنا داود بن على، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت: آلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم من نسائه، وحرم، فجعل الحرام حلالا، وجعل فى اليمين كفارة.
قال: وفى الباب عن أنس وأبى موسى. قال أبو عيسى: حديث مسلمة بن علقمة عن داود، رواه على بن مسهر وغيره عن داود، عن الشعبى أن النبى صلى الله عليه وسلم، مرسلا. وليس فيه ـ

<<  <  ج: ص:  >  >>