للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على الشيبانى، قاضى مكة المشرفة، لأنى رأيت فى فهرست الفقيه أبى إسحاق إبراهيم ابن محمد بن عيسى بن مطير اليمنى، أن القاضى أبا المعالى ماجد بن سليمان الفهرى، ابن أخت القاضى أبى المعالى الشيبانى، روى الكشاف عن خاله أبى المعالى المذكور، بروايته عن مؤلفه بالحرم الشريف، وخاتمه الرواة عنه، أم المؤيد زينب بنت عبد الرحمن الشّعريّة، لها منه إجازة، تفردت بها عنه، ومن طريقها وقع لنا حديثه.

وأجاز لأبى طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعى، والحافظ: أبى الطاهر أحمد بن محمد السلفى، بسؤاله له فى ذلك، بعد أن تأبى عليه الزمخشرى، وذكره فى كتاب «الوجيز فى ذكر المجاز والمجيز» وقال بعد أن ترجمه بالعلامة: أحد أفراد الدهر فى علوم متنوعة وفنون مختلفة، وبالخصوص فى النحو واللغة، وله شعر رائق، وترسّل فائق، وتواليف مفيدة، وقد جاور بمكة مدة مديدة. انتهى.

وذكره ابن خلكان فى تاريخه، فقال: الإمام الكبير فى التفسير والحديث والنحو واللغة وعلم البيان، كان إمام عصره غير مدافع، تشدّ إليه الرحال فى فنونه، أخذ الأدب عن أبى منصور نصر، وصنف التصانيف البديعة، منها: الكشاف فى تفسير القرآن العظيم، لم يصنف قبله مثله، والفائق فى تفسير الحديث، وأساس البلاغة فى اللغة، وربيع الأبرار، ونصوص الأخبار، ومتشابه أسامى الرواة، والنصائح الكبار، والنصائح الصغار، وضالة الناشد، والرائض فى علم الفرائض، والمفصل فى النحو ـ وقد اعتنى بشرحه خلق كثير ـ والأنموذج فى النحو، والمفرد والمؤلف فى النحو، ورءوس المسائل فى الفقه وشرح أبيات سيبويه. والمستقصى فى أمثال العرب. وصميم العربية. وسوائر الأمثال، وديوان التمثيل، وشقائق النعمان فى حقائق النعمان، وشافى العىّ من كلام الشافعى، والقسطاس فى العروض، ومعجم الحدود، والمنهاج فى الأصول، ومقدمة الأدب، وديوان الرسائل، وديوان الشعر، والرسالة الناصحة، والأمالى فى كل فن، وغير ذلك.

وكان شروعه فى تأليف «المفصّل» فى غرّة شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وفرغ منه فى غرة المحرم سنة خمس عشرة وخمسمائة، وكان قد سافر إلى مكة حرسها الله تعالى، وجاور زمانا، فصار يقال له جار الله لذلك، وكان هذا الاسم علما عليه، وسمعت من بعض المشايخ، يقول: إن إحدى رجليه كانت ساقطة، وأنه كان يمشى فى جارن خشب، وكان سبب سقوطها، أنه كان فى بعض أسفاره ببلاد خوارزم، أصابه ثلج كثير وبرد شديد فى الطريق، فسقطت منه رجله، وأنه كان بيده محضر فيه شهادة خلق كثير، ممن اطلعوا على حقيقة ذلك، خوفا من أن يظنّ ظان ممن

<<  <  ج: ص:  >  >>