للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإنما سمى الراحة لأن قريشا كانت فى الجاهلية تخرج من شعب الصفى فتبيت فيه فى الصيف تعظيما للمسجد الحرام، ثم يخرجون فيجلسون فيستريحون فى الجبل فسمى ذلك الجبل الراحة، وقال بعض المكيين: إنما سمى صفى السباب أن ناسا فى الجاهلية كانوا إذا فرغوا من مناسكهم نزلوا المحصب ليلة الحصبة، فوقفت قبايل العرب بفم الشعب شعب الصفى، فتفاخرت بآبائها وأيامها ووقايعها فى الجاهلية، فيقوم من كل بطن شاعر وخطيب، فيقول: منا فلان ولنا يوم كذا وكذا، فلا يترك فيه شيئا من الشرف إلا ذكره، ثم يقول: من كان ينكر ما يقول، أو له يوم كيومنا، أو له فخر مثل فخرنا، فيأت به ثم يقوم الشاعر فينشد ما قيل فيهم من الشعر، فمن كان يفاخر تلك القبيلة، أو كان بينه وبينها منافرة أو مفاخرة، قام فذكر مثالب تلك القبيلة، وما فيها من المساوى، وما هجيت به من الشعر ثم فخر هو بما فيه، فلما جاء الله تعالى بالإسلام أنزل فى كتابه العزيز (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) يعنى هذه المفاخرة والمنافرة أو أشد ذكرا، وله يقول كثير بن كثير السهمى:

سكنوا الجزع جزع بيت أبى موسى ... إلى النخل من صفى السباب

وكان فيه حايط لمعاوية يقال له: حايط الصفى من أموال معاوية التى كان اتخذها فى الحرم، وشعب الصفى أيضا يقال له: خيف بنى كنانة، وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم وعد المشركين فقال: موعدكم خيف بنى كنانة، ويزعم بعض العلماء أن شعب عمرو بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد ما بين شعب الخوز إلى نزاعة الشوى إلى الثنية التى تهبط فى شعب الخوز، يعرف اليوم بشعب التوبة، وإنما سمى شعب الخوز لأن نافع بن الخوزى مولى نافع بن عبد الحارث الخزاعى نزله، وكان أول من بنى فيه، فسمى به، وشعب بنى كنانة من المسجد الذى صلى فيه على بن أبى جعفر أمير المؤمنين إلى الثنية التى تهبط على شعب الخوز فى وجهه دار محمد بن سليمان بن على.

شعب الخوز: شعب الخوز، يقال له: خيف بنى المصطلق ما بين الثنية التى بين شعب الخوز بأصلها بيوت سعيد بن عمر بن إبراهيم الخيبرى، وبين شعب بنى كنانة الذى فيه بيوت ابن صيفى إلى الثنية التى تهبط على شعب عمرو الذى فيه بير ابن أبى سمير، وإنما سمى شعب الخوز أن قوما من أهل مكة موالى لعبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعى كانوا تجارا، وكانت لهم دقة نظر فى التجارة، وتشدد فى الإمساك والضبط لما فى أيديهم فكان يقال لهم: الخوز، وكان رجل منهم يقال له: نافع بن الخوزى، وكانوا يسكنون هذا الشعب فنسب إليهم وكان أول من بنى فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>