للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاطمة بنت نعمة: سداسيات الرازى، وأخذ عنه الجندى مؤرخ اليمن على ما ذكر؛ لأنه ذكره فى أهل عدن، وقال: شيخى.

وذكر أنه ولد فى جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وستمائة، وأنه أقام مع والده بمكة سنين عديدة، وأدرك بها جمعا من الفضلاء، كابن عساكر، وابن خليل، وابن أبى الفضل المرسى، والفاروثى، والدلاصى.

وذكر أنه قل ما رأى مثله فى أهل الوقت، فى صبره على الإقراء، وموافقة الطالب على غرضه.

وذكر أنه كان إماما بمسجد هناك، وأنه خرج من عدن، وهو بها، غير أنه قد كبر وهرم.

ومقتضى ما ذكره من كبره وهرمه أن يكون بلغ السبعين؛ إذ لا يوصف بذلك إلا من بلغ هذا السن أو جاوزه فى الغالب، ويستفاد من ذلك حياته فى حدود العشرين وسبعمائة؛ لأنه لا يبلغ السبعين إلا فى هذا التاريخ، على مقتضى ما ذكره من مولده.

وبالجملة، فكان حيا فى سنة سبع وثمانين؛ لأنه أجاز فيها لجماعة من شيوخ شيوخنا فى استدعاء مؤرخ بالمحرم منها.

٥٢٢ ـ أحمد بن أبى بكر بن أحمد، شهاب الدين الكردى (١):

نزيل مكة، تردد إليها غير مرة، وجاور بها نحو أربع عشرة سنة متوالية متصلة بموته، على طريقة حسنة، وكان له اشتغال فى صباه، وحفظ «الحاوى» وغيره.

وسمع بدمشق من ابن أميلة: جامع الترمذى، وسنن أبى داود، وعلى ابن قواليح: صحيح مسلم. وسمع من غيرهما، وما سمعته حدث. وكان فيه مروءة وكياسة ولطف فى العشرة، وكان له أصحاب معتبرون بديار مصر، ويصل إليه منهم فى كل سنة، أو من بعضهم، صلة يستعين بها فى أمره، وكان فى غالب مجاورته فى المدة التى ذكرناها، يسكن برباط العز الأصبهانى الآتى ذكره، وبه توفى فى العشر الأخير من صفر سنة ثمان عشرة وثمانمائة، ودفن بالمعلاة بعد الصلاة عليه بالحرم الشريف. وشهد جنازته جمع كثير، منهم: السيد حسن بن عجلان، نائب السلطنة ببلاد الحجاز.


٥٢٢ ـ (١) نسبة إلى بلدة كرد وهى: بالضم ثم السكون، ودال مهملة، بلفظ واحد الأكراد اسم القبيلة، قال ابن طاهر المقدسى: اسم قرية من قرى البيضاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>