للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن ذلك قوله من قصيدة [من الكامل]:

علموا بأنى لا أحول فعذبوا ... ودروا بأنى عاشق فتغضبوا

قتلوا المتيم فى الهوى وتظلموا ... وجنوا عليه بصدهم وتعتبوا

يا راحلين بمهجة تلفت بهم ... ردوا على جوانحا تتلهب

ومهفهف لولا حلاوة وجهه ... ما كان مرّ عذابه يستعذب

إن كان يرضى أن أموت صبابة ... فجميع ما يرضاه عندى طيب

يا باخلا وله أجود بمهجتى ... رفقا على صب عليك يعذب

إن ملت فالأغصان يعهد ميلها ... أو غبت فالأقمار قد تتغيب

رفقا بقلب كليم حزن لم يزل ... من يوم صدك خائفا يترقب

خذ لى أمانا من صدودك إننى ... قد راعنى من سيف هجرك مضرب

أو ما علمت بأن منكر صبوتى ... وعلى فلان الدين راح يكذب

ومن ذلك قوله من قصيدة [من الكامل]:

قسما بروضة خده ونباتها ... وبآسها المخضر فى جنباتها

وبسورة الحسن التى فى خده ... كتب العذار بخطه آياتها

وبقامة كالغصن إلا أننى ... لم أجن غير الصد من ثمراتها

لأعزّرن غصون بان زوّرت ... أعطافه بالقطع من عذباتها

وأبا كرن رياض وجنته التى ... ما زهرة الدنيا سوى زهراتها

ولأصبحن للذتى متيقظا ... ما دامت الأيام فى غفلاتها

وجرت بنا دهم الليالى للصبا ... وكئوسنا غرر على جبهاتها

كم ليلة نادمت بدر سمائها ... والشمس تشرق فى أكف سقاتها

فصرفت دينارى على دينارها ... وقضيت أعوامى على ساعاتها

خالفت فى الصهباء كل مقلد ... وسعيت مجتهدا إلى حاناتها

فتحير الخمار أين دنانها ... حتى اهتدى بالطيب من نفحاتها

فشممتها ورأيتها ولمستها ... وشربتها وسمعت حسن صفاتها

وتبعت كل مطاوع لا يختشى ... عند ارتكاب ذنوبه تبعاتها

يأتى إلى اللذات من أبوابها ... ويحج للصبهاء من ميقاتها

عرف المدام بجنسها وبنوعها ... وبفصلها وصفاتها وذواتها

يا صاح قد نطق الهزار مؤذنا ... أيليق بالأوتار طول سكاتها

<<  <  ج: ص:  >  >>