للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخزرجي. وكان شاعرًا لطيفًا ذكيًا مطبوعًا كاتبًا خطاطًا، لذيد المحادثة، طيب المفاكهة.

استكبه نظام الدين البقش بن عبد الله القطبي، المتولي بماردين، وأقام بسنجار مدّة يعلم أبناء رؤسائها بيت يعقوب الخط. وله فيهم مدحٌ حسنة، وديوان شعره موجود وأكثره استفرغه في الغزل والنسيب والمدح والهجاء والسخف، وغير ذلك.

وكان حسن الصوت في إنشاد الشعر، صاحب مداعبة ونوادر وجد وهزل.

وكانت وفاته في المحرم سنة ستٍّ وستمائة.

أنشدني أبو الحسن علي بن يوسف بن محمد المارديني بإربل في شهر صفر سنة ثمان وعشرين وستمائة، قال: أنشدني عمر بن إبراهيم بن رخام لنفسه: [من الطويل]

اأحبابنا بالشعب من جوِّ مارد ... ترى يسمح الدّضهر الخؤون بلقياكم

عدمنا وجوه النَّاس يوم وداعكم ... وما النَّاس إلاَّ أنتم لا عدمناكم

/١٤٣ ب/ وسافرت أبغي الفضل من عند غيركم ... وما عرف النَّاس الفضيلة لولاكم

كانّضكم كنتم شباب زماننا ... فقد شابت الأيَّام منذ فقدناكم

وانشد، قال: أنشدني أبو حفص لنفسه: [من الطويل]

تراني أرى أعلام قلعة مارد ... إذا ما علا من فوق مرقبها نار

وتبدو نسيمات الشُّعيب كأنَّما ... يفتقِّها من جانب الغور عطَّار

وأنهلمن ماء النَّبيع ويشتفي ... صدى مهجة فيها من الحرن الدار

أحنُّ إلى النَّار ... تشوُّقًا ... إذا بردت من آخر اللَّيل أسحار

وإنِّي غريبٌ ما له نحو أرضه ... ولو ملك الدُّنيا حنينٌ وتذكار

إذا كان أقصى غاية المرء حفرةٌ ... فسيان إن شطَّت وإن دنت الدَّار

وإن كانت الأرزاق قسمة قاسمٍ ... فلا قلَّ مقلالٌ ولا زاد مكثار

وإن كانت الآجال حكمة حاكم ... فلا مات مقدامٌ ولا عاش خوَّار

<<  <  ج: ص:  >  >>