للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحييت شعرهم من بعد ميتته ... قدمًا فقد شعروا قدمًا وما شعروا

أقسمت ما روضةٌ مخضرةٌ أنفٌ ... باتت تسحَّ على أقطارها القطر

ذبابها هزجٌ نوَّارها أرجٌ ... نباتها بهجٌ مستحسنٌ عطر

كأنَّ فارات مسك وسطها فريت ... فنشرها بأماني النَّفس منتشر

شقَّ النَّسيم على رفقٍ شقائقها ... فضرِّجت بدمٍ لكنَّه هدر

قضب الزَّبر جد منها حمِّلت صدف الياقوت فيها فتيت المسك لا درر

أحداق نرجسها ترنو فأدمعها ... فيها ترقرق أحيانًا وتنحدر

وللأقاحي ثغور الغيد باسمةٌ ... شيكت بإسحلةٍ أنيابها الأشر

تريك حسن سماءٍ وهي مصيحةٌ ... والأنجم الزُّهر فيها ذلك الزَّهر

تبدو بها طررٌ من تحتها غررٌ ... يا حبَّذا طرر الأزهار والغرر

يومًا بأحسن من خطَّ العماد إذا أقلامه نشرت عن حبرها الحبر

ولا العقود بأجياد العقائل كالدُّمى فمنتظمٌ منها ومنتشر

على ترائب كافورٍ يزيِّنها ... حقاق عاجٍ عليها عاجت الفكر

تلك الَّلآلي تروق النَّاظرين فما ... يسومها سأمًا من حسنها النَّظر

/٢٦٩ ب/ يومًا بأحسن من نظم العماد ولا ... من نثره فيه ذو العصر يفتخر

أضحت صعاب المعاني عنده ذللًا ... تحوي دقائقها من لفظه الدُّور

كأنَّما لفظه السِّحر الحلال أو الماء الزُّلال النُّقاخ الطيِّب الخصر

شيبت به قهوةٌ حمراء صافيةٌ ... عصارها غيِّرت من دونه العصر

ولا السَّحائب بالأنداء صائبةٌ ... فجودها غدق الشُّؤبوب منهمر

<<  <  ج: ص:  >  >>