للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خريدة أفّيه من نتنها ... كأنها من ريح أنفاسه

فنصفها الأول في ذقنه ... ونصفها الآخر في راسه

وبلغ هذان البيتان عماد الدين الكاتب, فجعل يردّدهما ويستحسنهما ويقول: والله لقد أحسن وإن أساء إلى في الهجاء.

وقال أيضا: [من الطويل]

تكمّل فضلي بعد عشرين حجّة ... فكيف زقد جاوزتها بثلاث

/١١٣ أ/ وأفنيت عمري في مدائح معشر ... كموتى ولو أنصفت كنّ مراثي

وقال أيضا: [من مخلّع بسيط]

قولوا لمن قال: إنّ هجوي ... يفوق مدحي بلا امتراء

صدقت يا مانعا ثوابي ... من ويا قاطعا رجائي

كآبة الكذب في مديحي ... ورونق الصّدق في هجائي

وقال أيضا: [من الوافر]

رأيت العشقين ولست منهم ... وآخرهم شقاء لا سعاده

فعشّاق العلوق إلى بغاء ... وعشّاق القحاب إلى قياده

وله يذمّ الشمس: [من السريع]

لا كانت الشّمس فكم أصدأت ... صفحة خدّ كالحسام الصّقيل

وكم وكم صدّت بوادي الكرى ... طيف خيال جاءني من خليل

وأعدمتني من نجوم الدّجى ... ومنه روضا بين ظلّ ظليل

تكذب في الوعد وبرهانه ... أنّ سراب الفقر منها سليل

وتحسب التهر حساما فتر ... تاع وتحكي فيه القلب الدّليل

/١١٣ ب/ إنّ صدئ الطّرف فما صقله ... إلاّ التّملّي بالحميّا جميل

<<  <  ج: ص:  >  >>