للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني أبو الفضل عمر بن هبيرة قال: مدح أبو الربيع سليمان بن النجيب والدي بهذه القصيدة: [من الكامل]

سبحان ذي الملكوت والسُّلطان ... ربّ العباد الواحد الرَّحمن

أنشأ الأنام من البرا وبراهم ... والكلُّ يجمع بينهم أبوان

وتشتَّتوا من بعد ثم تفرقوا ... فرقًا مع الأحوال والأديان

/٣١ ب/ ثم اجتمعن المرشدون إلى الهدى ... منهم على الإسلام والإيمان

وتفاضلوا في سعيهم ومعاشهم ... وعُلوِّهم في رتبة ومكان

وتباينوا من بعد ذلك في الدُّنى ... في العيش والمعروف والإسكان

هذا فقيرٌ بائسٌ مستعطيٌ .... يُمسي ويُصبح ما له فلسان

ولذاك مال وافرٌ ورجاؤه ... فيه الزِّيادة وهو في رجحان

والكلُّ في تعب وليست راحة ... فيها لذي بصر وذي تبيان

يتكامشون على الدَّنيَّة وهي لا ... تُجدي لهم فيها سوى الخسران

فعليك بالإحسان ما انبعثت به ... فيها لك القدمان والكفان

وإذا رأيت أخاك وهو بكربة ... فعليك نصرته بلا خذلان

وأبذل جميلًا ما استطعت ولا تكن ... ممَّن له بين الورى وجهان

مولاي شمس الدِّين دعوة صادق ... يا خير من يُعزى إلى الإحسان

إني رددت عليك حسن وصيَّة ... [بيضاء] في حق الأديب العاني

تالله ما نفعت ولم يعبأ بها ... فكأنَّما أوصيته هجراني

إن لم تكن نفعت فكن أنت الذي ... بالنِّذر موفٍ غير ذي نسيان

والحمد لله المهيمن ذي العطا ... ء الجمِّ والإحسان والغفران

/٣٢ أ/ ثمَّ الصلاة على النبيِّ محمد الـ ... مبعوث من مضر ومن عدنان

فاشرح بما أبغيه صدري إنَّه ... فرض عليك تعين ذا العرفان

واسلم ودم في نعمة ومسرَّة ... يا خير من قد حلَّ في حرَّان

<<  <  ج: ص:  >  >>