للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتب الإنشاء بديوان مصر للملك العزيز عماد الدين عثمان بن يوسف بن أيوب بن شادى، وبعد الملك العزيز رحل إلى دمشق، وصار منشئاً لسلطانها الملك المعظم عيسى بن أبي بكر بن أيوب- رحمه الله تعالى- وتوفي فيما بلغني في المحرم سنة خمس وعشرين وستمائة، وكانت ولادته في سنة ثلاث وستين وخمسمائة.

حدثني القاضي أبو القاسم- أدام الله سعادته- قال: كان يكتب بين يدي القاضي الفاضل، وقدم علينا مدينة حلب في صفر من سنة ثلاث عشرة وستمائة في دولة الملك الظاهر، فأنزله، وأكرمه، وعرض عليه الإقامة بحلب ليستخدمه، ورشحه لوزارته، فأقام مدَّة، ولم يتهيأ له ما أراد، فتجهز للرحيل عن حلب، فصدّه الملك الظاهر، ووعده بوعود كثيرة /٢٥٩ ب/، وطالت إقامته بحلب، وكان متشوقاً إلى التوجه إلى الملك الأشرف موسى بن الملك العادل، وقد كان بينه وبينه معرفة أكيدة، وخدمة سالفة، حين كان الملك الأشرف بالبيت المقدس، فتوجه إليه، فلم يحظ عنده بما يريد، فأقام مدة، ثم عاد، واجتاز بحلب بعد موت الملك الظاهر، وتوجه إلى حماة، فأقام بها مدة في ضيافة الملك المنصور محمد بن عمر، ثم سار عن حماة إلى دمشق، وعاد إلى خدمة الملك المعظم عيسى بن الملك العادل أبي بكر بها.

وكنت اجتمعت به بالبيت المقدس في سنة تسع وستمائة، وهو إذ ذاك يتولى الديوان بها، فأنشدني شيئاً من نظمه، ووهبني كتاباً من تأليفه، قرأته عليه، وأنشدني بحلب أقطاعاً كثيرة من شعره، وكان حسن النظم والنثر، بليغاً في الكتابة، وسألته عن مولده فقال: في محرم سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وكان قد ترشح قبل موته بأيام لوزارة الملك الناصر صلاح الدين داود بن الملك المعظم بن أبي بكر بن أيوب.

أنشدني القاضي أبو المآثر عبد الصمد /٢٦٠ أ/ بن عبد الله بن أحمد المصري قال: أنشدني أبو القاسم بن شيث لنفسه: [من الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>