للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الوافر]

أروحي كم يعنِّفني العذول ... وما لي عن محبَّتكم نصول

فوجدي تضرب الأمثال فيه ... وحسنك لا يعدّ له عديل

فيا من وجهها شمسٌ وبدرٌ ... وقامتها كغصن نقًا يميل

وخدٌّ يخجل التُّفّاح منه ... وريقٌ منه يجري السَّلسبيل

وطرفٌ في الصِّناعة بابليٌّ ... وخصرٌ مثل عاشقها نحيل

لئن حرَّمت من وصلي حلالًا ... فإنِّي في خيامكن قتيل

فيا لله من ليلٍ تقضَّى ... وجادت باللِّقاء به الطُّلول

فأحييت الصَّباح بلثم خدٍّ ... ووصلٍ عنده يشفى العليل

وبتُّ أراقب البدرين فيه ... ولا واشٍ ينمُّ ولا عذول

فبدرٌ يقطع الأفلاك سيرًا ... وبدر الحسن عندي لا يزول

فلمّا أن دنا التَّوديع منه ... وصدري قد أحاط به الغليل

أخذت عهوده قسمًا بوصلٍ ... وأكد صدقه وعدٌ جميل

<<  <  ج: ص:  >  >>