للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا تثني فغصن ألبان مجسده ... أو لاح فالشَّمس يعلو نورها خجل

/١٨ أ/ والورد والآس والمنثور مختلفٌ ... ألوانه وربيع الدَّهر مقتبل

والليَّل منسدلٌ والوقت معتدلٌ ... والورد زاه وشمل الوصل متَّصل

يحكي زمان أبي العباس احمده ... خليفة الله مولًي جوده جلل

مولي عوارفه عمَّت رعيتَّه ... فالقفر مرتبعٌ والفقر مرتحل

مولًي تفنَّن في إحسانه فأتي ... بما يضيق التَّمنِّي عنه والامل

مولًي إذا جارت الأيَّام قوَّمها ... بسطوة زال عنها الجوز والميل

مولًى له عزماتٌ ليس يدركها ... وهمٌ وأصغرها بالنَّجم متَّصل

مولي إذا رام أمراً عز مطلبه ... بوهمه كاد قبل الكون ينفعل

يقيم في الأرض حد الله مجتهداً ... يبغي رضاه بحلمٍ زانه عمل

ماضي السِّنان شديد البأس لا هلعٌ ... يثني عنان مرامية ولا وجل

ثبت الجنان إذا نار الوغي اضطرمت ... بالحرب فهو الشُّجاع المقدم البطل

له بديهة رأي لا يقوم بها ... فكر إذا ضاقت الآراء والحيل

له أياد إذا قابلت أيسرها ... بالغيث زادت عليه حين ينهمل

كأنما الناس في أيام دولته ... لجنة الخلد لا صابٌ ولا شل

إذا سري جيشه في يوم معركة ... قيدت لهيبته الأبطال والخول

/١٨ ب/ بهمَّة لو بدت يوم الوغي فعلت ... ما ليس تفعله الخطيَّة الذُّبل

سوابل الغيث في أهداف وابلها ... تحكي عطاياه لا منعٌ ولا بخل

يراقب الله في ادني رعيته ... ولا تراه بنار البأس تشتعل

لو اقشعرت فجاج الأرض من ظمأ ... لجادها من نداه الطَّيبَّ الهطل

أو استطالت صروف الدَّهر قوَّمها ... بصولة رهبتها البيض والأسَّل

لو قال للدَّهر لا تلمم بحادثة ... لعاد أسرع ممشًي وهو ممتثل

أو جاز في الدهر يوم .... حائره ... أو همَّ بالخطب ولَّي وهو منخذل

أو رام من قدرٍ حتمٍ فمانعه ... كادت لهيبته الأقدار تنفعل

<<  <  ج: ص:  >  >>