للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا تولَّى الأربعون وقد دنا الـ ... ـخمسون صاحبها يقول على غرر:

يا أيها الوُّفقاء حان رحيلنا ... فتأهبوا فالآن ميقات السَّفر

دنياكم ليس المناخ لراكب ... ما حلَّ حتى فيه أشعر بالخطر

عزم الرحيل بناظر متزوِّد ... نظر المودِّع والمفارق للحضر

/ ٤٢ أ/ ها نحن سفرٌ نحو أبعد غايةً في كنهها حارت عيون ذوي النَّظر

سارت قوافلنا إليها قبلنا ... منهم إلينا قطُّ ما رجع الخبر

بقيت لدينا بعدهم آثارهم ... وكذاك يبقى بعدنا منَّا الأثر

وقال أيضا: [من الكامل]

إعلم بأنك لا أبا لك في الَّذي ... أصبحت تملكه لغيرك خازن

يا عامر الدنيا أتعمر منزلاً ... لم يبق فيه مع المنيَّة ساكن

إنَّ المنميَّة لا تؤامر من أتت ... في نفسه يوماً ولا تستأذن

والموت شيءٌ أنت تعلم أنَّه ... حقٌ وأنت بذكره تتهاون

والمرء يسكنها ويعلم أنَّه ... عنها إلى وطن سواها ظاعن

ولقد رأيت معاشر وعهدتهم ... فمضوا وأنت معاينٌ ما عاينوا

ورأيت سَّان القصور ومالهم ... بعد القصور سوى القبور مساكن

جمعوا فما انتفعوا بذاك وأصبحوا ... وهم بما اكتسبوا بذاك رهائن

[٣٥٣]

عبد المجيد بن محمد بن منكديم بن عبد العزيز، أبو المعالي بن أبي الفرج الرزودباري الهمذاني.

/ ٤٢ ب/ كان فقيهًا شافعيّ المذهب، مناظراً فاضلًا، أخذ بأطراف من العلوم الدينية؛ كعلم الأصول والخلاف والفقه وغير ذلك.

وله شعر كثير؛ أنشدني بإربل في شعبان سنة ثمان وعشرين وستمائة:

[من الوافر]

أحنُّ هوًى إلى أرض العراق ... حنين المستهام إلى العراق

<<  <  ج: ص:  >  >>