للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنَّ غانيةً فتَّ العبير بها ... في فيه لمَّا ترشَّفت اللَّما سحرا

لمَّا أقرَّت بقتلي وجنتاه بدا ... خطًّ العذار على خدَّيه معتذرا

عاطيته في ظلام الليل شمس ضحىً ... درُّ الثُّريّا على كاساته نثرا

فقال لي وثنى من قدِّه غصنا ... وشام مبتسماً من ثغره دررا:

كيف السبيل إليها أو إلى بها ... والشمس ما ينيغي أن تدرك القمرا

فقلت لمَّا رأى فيها محاسنه: ... دع ما سمعت وصدِّق ما ترى نظرا

وأنشدني أيضاً من شعره: [من مجزوء الرجز]

عش خاملاً لا حاملاً ... في رتبةٍ ثقل الحذر

ونم ولا تنم فإنَّ المرتقى فيه الخطر

فالمرء لا يسقط إلَّا إن علا وإن ظهر

والريح لا تقلع إلَّا ما علا من الشجر

/٨١ أ/ وأنشدني أيضاً لنفسه: [من البسيط]

كان الأخلاء في الماضي من الزمن ... نعم الذَّخائر في الأفراح والحزن

واليوم خيرهم من إن علت يده ... بعدُّ كفُّ أذاه اعظم المنن

وأنشدني لنفسه: [من الكامل]

نفسى الفداء لمن سميري ذكره ... وحشاشتي في أسره ووثاقه

رشاً لو أن البدر قابل وجهه ... في تمِّه لكساه ثوب محاقه

يناد ليناً قدُّه فكأنَّه ... غصن الأراك يميس في أوراقه

فمعاطف الأغصان في أثوابه ... ومطالع الأقمار في أزياقه

تبدو على وجناته لمحيِّه ... ما سأل يوم البين من آماقه

طعم السُّلافة ريقه وشعاعها ... في خدِّه والطف في أخلاقه

غفل الرقيب فزارني فوشى به ... في ليل طرَّته سنى إشراقه

حتى إذا ما الليل مدَّ رواقه ... وقضى بجمع الشَّمل بعد فراقه

<<  <  ج: ص:  >  >>