للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهابي في الجو ويُستنشق. وكانتخال الدقيق؛ فتمُرّ ذراته من عيون المُنْخُل، ومنه: "سَفِفتُ الدواء والسَويق ونحوهما: قَمَحتُه أي أخذته غير ملتوت " (إذا كان مسحوقا جافا - أي دقاقًا كثيرةً جافة فهي غير ملتحمة ببلل أو نحوه.

ومن التداخل بدقة وحدّة: "سَفَفْت الخُوص وأسْففته: نَسَجْته بعضَه في بعض ". ومن ارتباط المعنى الأصلي بالأرض (مقر التراب الدقيق): "أسفّ الفحلُ: أمال رأسه للعَضِيض (العضّ)، والطائرُ: طار على وجه الأرض، والسحابةُ: دنت من الأرض (فالأرض ظرف، والاتجاه نحوها دخولٌ فيها، والحدّة تتمثل في أن الميل هو للشروع في العض، وفي حدة القرب من الأرض على غير المعتاد). ومن ذلك الارتباط بالأرض أيضًا مع التعامل في الدقاق أخذ التسفل المعنويّ فقالوا: "أَسَفّ: طَلَبَ الأمور الدنيئة/ تتبّع مَدَاقَّ الأمور. والسَفْسَاف: الرديءُ من كل شيء ".


= التحام رقيق، ويعبّر التركيب عن التحام غريب حادًّ بالظاهر: كسواد السُفْعة. وفي (سفك) تعبّر الكاف عن ضغط غئوري دقيق (يتأتى منه الامتساك)، ويعبر التركيب معها عن نفاذ ما هو ممتسك كذلك: كسفك الدم الذي هو متمسك في البدن. وفي (سفل) تعبّر اللام عن الاستقلال، ويعبّر التركيب عما يكون تحت غيره مُقِلًّا له: كَفِلَة البعير (قوائمه). وفي (سفن) تعبّر النون عن الامتداد في الجوف، ويعبّر التركيب معها عن النفاذ والاقتطاع في الجوف اقتطاعا منه: كما هو أصل تكوين السفينة وعمل السَفَن. وفي (سفه) تعبّر الهاء عن الفراغ، ويعبّر التركيب عن الخفة بعد نفاذ ما نفذ: كالثوب السفيه: اللَّهْله الخفيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>