للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السفر. وتحديد الأئمة لها بنحو ٨٥ إلى ٩٠ كم له أصل صحيح في المعنى اللغوي للسفر. وللأزهري تعليلاتٌ لتسمية السفَر سفرًا يؤخذ منها هذا القيد، فمما علل به: "كَشْفُ قناعِ الكِنّ عن وجهه، ومنازلِ الحَضَر عن نفسه، ومنزلِ الخَفْض عن نفسه، وبروزُه إلى الفضاء "، وكذلك: "السَفَر يُسفر عن وجوه المسافرين وأخلاقهم فيَظهر منها ما كان خافيًا ". وسُمي القوي على السفر من الناس والإبل مِسْفَرًا. ولا يمكن أن يكون ذلك بضعة أميال. {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا} [البقرة: ٢٨٣]، ونفي وجود الكاتب يؤكد كون مسافة السفر مسيرة نحو ثلاثة أيام في ذلك الزمن، أي نحو ٩٠ كم. ومن السَفَر سُميت بقرة الوحش مسافرة، وثور الوحش مسافرًا؛ لانطلاقهما في الصحراء بلا حدود، وسُميت الحَكَمة الحديدية التي توضع على أنف البعير مكان الحَكَمة من أنف الفرس: سِفارًا؛ لأنها كانت تُتخذ عند السفر الطويل. ومنه كذلك: السُفْرة - بالضم: طعام يُعَدّ للمسافر. ثم سُمي به الوعاء الجلدي الذي كان يُحمل فيه.

وتفرع من هذا السَفَرِ "السِفارة بين القوم المتعادين (المتباعدين) للإصلاح بينهم: سفَر بين القوم: ذهب إلى هؤلاء مرة ليعرف ما عندهم. ثم إلى الآخرين كذلك. والسفير: الرسول المصلح بين القوم ".

ومن الأصل: "السَفَر - بالتحريك: "بياض النهار "، فهو من انكشاف سواد الليل وظلامه، فقالوا: "سَفَر الصبحُ وأسفر: أضاء {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ} [المدثر: ٣٤]. ويعبَّر به عن بياض النهار بعد مغيب الشمس حملًا على سَفَرِ الصبح وإسفاره.

وجاء من انكشاف سواد الليل وظلامه "سفرت المرأة نقابها: جلّته عن

<<  <  ج: ص:  >  >>