للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسودّ خدها وسائرها أبيض. وسُفَعُ الثور: نُقَط سود في وجهه. سَفَعَته النارُ والشمسُ والسَمُوم: لَفَحَته لفحًا يسيرًا؛ فغيّرت لون بَشَرته، وسَوَّدته ".

° المعنى المحوري لصوق ما له حدّة أو كثافة على ظاهر الشيء: كذلك السواد في صفحة حجارة الأثافيّ من أثر النار (وكذلك ما هو من أثر الشمس والسَموم)، وكالسواد في الخد والوجه بجوار البياض.

ومن اللصوق بحدّة بأعلى ظاهر الشيء قولهم: "سَفَع الطائرُ ضريبتَه وسافعها: لَطَمها بجناحه. وسَفَع وجهه بيده: لطمه، وسَفَع عنقَه: ضربها بكفه مبسوطة ". (كما تقول العامة الآن: لطعه أو لزقه قلما على وجهه، يعنون: لطمه).

ومن ذلك المعنى استُعمل في المسّ من الشيطان وما إليه لما في ذلك من حدّة. يقال: "به سَفْعةٌ من الشيطان، أي: مسّ - والسَفْعة: العين (أي الحسد) امرأة مسفوعة: بها سُفعة، أي: إصابة عين ".

ومن ذلك اللصوق بأعلى ظاهر الشيء استُعمل التركيب في الأخذ بأعلى ظاهر الشيء أو بطرَفٍ منه، فيقال: "سَفَع بناصية الفرس ليركبه. وسَفَع بيده، أي: أخذ بها " (ليقوده). وقوله تعالى: {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} فُسِّر في [قر ٢٠/ ١٣٥] بالأخذ بها، وعليه أبو عبيدة [٢/ ٣٠٤] من: سَفَع بيده: أخذ بها. وفُسِّر أيضًا بتسويدها كما في [ل، قر]. وكلاهما حقيقة أو كناية عن إذلاله كقوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: ١٠٦] وللنواصي عندهم شأن، فقد كانوا يقُصّون نواصي من يتمكنون منه من أعدائهم؛ لإذلالهم، وإثباتًا لتمكنهم منهم.

ومن اللصوق بظاهر الشيء استُعمل في عُرُوّ الظاهر: "السَفْع - بالفتح:

<<  <  ج: ص:  >  >>