للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- محركة: النماء والزيادة " (في الشيء والحال بحيث يبقى وتدوم منفعته أطول مدة فلا ينفد سريعًا فهي من الثبات). "طعام بَريك: مبارك {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا} [فصلت: ١٠] (جعل فيها قِوام الحياة ماءً وهواءً وخيرات وكنوزًا لا ينقطع مدَدُها عن الإنسان رغم إلحاحه في استخراجها كالنباتات وثمارها والمعادن الخ)، ولبعض الأرضين بركة في طيبها لمن يقيم بها نَماء وأَمْنا. وبركات الله على بعض عباده اختصاص برعاية ونعم ظاهرة وباطنة. وبركة الزيتونة منافع زيتها العظيمة. وبركة الكتاب العزيز قيادته الخلق من الظلمات إلى النور. وكل ما في القرآن من التركيب فهو بمعنى البركة الذي ذكرناه.

{أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} [النمل: ٨] أي على من في قرب النار وهو موسى تحية من الله تعالى لموسى عل نبينا وعليه السلام، أو كلمة النار تعني نور الله أيْ قُدِّسَ من في النُور وهو الله عز وجل [ينظر قر ١٣/ ١٥٨]، {تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: ٥٤]: كَثُر خيرُه ودام. وكذا كل (تبارك الله. تبارك الذي) فهي تنويه بعطائه الدائم خلقًا ورَزْقا وربوبية وهدايةً. {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: ١٨]، {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ} [الرحمن: ٧٨] فسّر الاسم بالرحمن الذي ذكرت آلاؤه في السورة منذ أولها [قر ١٧/ ١٩٣] والعموم أولى. {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا} [آل عمران: ٩٦]، لتضاعف ثواب العمل فيه، فالبركة كثرة الخير [قر ٤/ ١٣٩] والأرض التي بارك الله فيها الشام وقيل مصر. ينظر عن كل ما ذكرنا هنا [بحر ٢/ ٥٤٦، ٤/ ٣٥٠, ٣٧٥, ٣٠٥, ٤٢٠].

ومن الثبات المادّيّ وما إليه "برك البعير: اسْتناخ (ثبت)، وكل شيء ثبت وأقام فقد بَرَك. وابتركوا في القتال: جَثَوا على الركب. والبَراكاءُ: الثبات في الحربِ، والجِدُّ. والبُركة - بالضم: الحَمالة " (شيء يُلْتَزمُ ويثبت على من التزمه).

<<  <  ج: ص:  >  >>