للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- فجعل الشتاء قحطًا:

إِذا نزل الشِتاءُ بدار قوم ... تجنب جارَ بيتهم الشتا

أراد بالشتاء المجاعة "اهـ. والعرب تجعل الشتاء مجاعة، لأن الناس يلتزمون فيه البيوت ولا يخرجون للانتجاع. . وبقال أَشْتَى القوم فهم مُشْتُون: إذا أصابتهم مجاعة ". وجاء في ل (صلب). . أن غالبَ الجدْب يكون في الشتاء.

° المعنى المحوري الجَدْبُ وهو جفاف وخلو من الخضرة والمرعى (ويلزمه التشتت). كالموضع الخشن، وكالحال في فصل الشتاء الذي صرحوا بأنه فصل الجدْب والمجاعة، ويصدق هذا قولُ طرفة: (نحن في المشتاة ندعو الجَفَلَى).

واختصاص الفصل الزمني المعروف باسم الشتاء جاء من أنه فَصْلُ الجَدْب وخلو الأرض من النبات والمرعى. وقد سموا شهري الشتاء الموافقين ديسمبر ويناير عند التسمية جُمَاديين، كما سمّوهما شِيبان ومِلْحان -بالكسر فيهما. "وهما شهرا قُماح، وهما أَشَدّا الشتاء بردًا؛ سُمِّيا بذلك (يعني شِيبان ومِلْحان) لبياض الأرض بما عليها من الصقيع " [المقاييس: شيب وينظر ل شيب، جمد، قمح] أي تشبيهًا ببياض الشيب والمِلْح. وفي [ل شهب] "سنة شهباء: كثيرة الثلج جَدْبة "وتأمل أيضًا قول [ل في شجر]: "فأما جِلُّ الشجر فعِظامه التي تبقي على الشتاء، وأما دِقُّ الشجر فتبقي له أَرُومة في الأرض في الشتاء وينبت في الربيع. والبقل لا يبقي له شيء في الشتاء، وإنما ينبت من الحِبة في الربيع "اهـ بتصرف {رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} في الشتاء إلى اليمن، وفي الصيف إلى الشام، وفي التجارات [قر ٢٠/ ٢٠٥].

وفي [ل عن ابن الأثير] في تعليل جعل العرب الشتاء مجاعة أن الناس

<<  <  ج: ص:  >  >>