للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو فتور) أقول ومن هذا: {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ} [الأحزاب: ١٩] فالمعنى أنهم شِداد جُفَاةٌ غلاظ عليكم مع أنهم في غاية الخَوَر في ساعة الجِدّ. وبهذا تتضح المقابلة بين حالتيهم في الآية. أما الشُحّ بمعنى البخل، فقد وصفهم به في آخر الآية {أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ}. وقد أُرْجِعَت الأُولى في [قر ١٤/ ١٥٢] إلى الشح بمعنى البخل أيضًا (والعامة تقول "شَحَّ فيه "بمعنى "عَبَسَ له وزجره ولم يَرِقّ له "وهذا جفاف وحدّة). وليس في القرآن من التركيب (شح النفس) و (أشحة) المذكوران.

هذا، وقد جاء في ل "أرض شَحاح - كسحاب: لا تسيل إلا من مطر كثير، وأرض شحشح كذلك "وهذا القصر غريب، لأنه يضاد ما ذكرناه قبلا. وأصله في الصحاح. فكأن التعبير بالقصر غير محكم.

(شحم):

{وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا} [الأنعام: ١٤٦]

"الشحم: جَوْهَر السِمَن. شَحُمَ الإنسانُ وغيرهُ (ككرم): صار ذا شحم. وشَحُمت الناقة (فرح وكرم): سَمِنَت بعد هُزال. شَحْمَة النخلة: الجُمّارة، وشَحْمَةُ الأرض: الكمأة ".

° المعنى المحوري مادة السِمَن التي تتجمع في البدن مع اللحم، وهو الشحم المعروف {وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا} وتشبيهًا به في البياض ولين الجِرم سُمِّيَتْ جُمّارة النخلة شَحْمة، والكَمْأة: شَحْمة الأرض.

والشحم حادّ؛ لأنه مادة حرارة البدن، والعرب كانوا يعرفون هذا [ينظر ل

<<  <  ج: ص:  >  >>