فمن الشد: الإيثاق الحسّيّ: {فَشُدُّوا الْوَثَاقَ}[محمد: ٤]. ومن التوثيق والتقوية المعنوين:{وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ}[ص: ٢٠]: قويناه، {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي}[طه: ٣١].
ومن الجفاف والصلابة يتأتى معنى بلوغ الشيء منتهاه في الجِدّ في بابه {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ}[البروج: ١٢]، {وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ}[الرعد: ٦]، {فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا}[الطلاق: ٨]، {وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ}[يونس: ٨٨]: امنعهم من الإيمان/ قَسِّها واطبع عليها [قر ٨/ ٣٧٤] و "شدَّد الضربَ وكلَّ شيء: بالغ فيه. وشَدّ في العَدْو واشتد: عدا وأسرع. وشدّ النهار: ارتفع "(أي بلغ قوة حاله بارتفاع الشمس أو بلوغ ضوئه غايته فهذا استعمال لزومي). وكل ذلك يرجع إلى عدم الرخاوة أو الفتور).
ويتأتى أيضًا معنى الصعوبة "شِدّة العيش: شَظَفُه. الشدة: صُعُوبة الزمن ".
ومن هذا {سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ}[يوسف: ٤٨].
والذي في القرآن من التركيب منه: شدة تقوية المُلك، والأَسر، والعضُد، والأَزْر، والوَثاق، وشدة (بناء) السموات، والملائكة، والبأس، والقُوَى، والحَرَس، ثم شدة واقعة: كشدة الحساب، والعقاب، والعذاب، والبطش،
= منها يعبّر عن صلابة وتعقد (أي احتباس لأشياء كثيرة أو أجزاء شيء -من انضغاطها) وفي (شيد) تعبّر الياء عن اتصال، ويعبّر التركيب عن اتصال هذا الذي يَشُدّ وَيعْقِدُ بشيء، أي اجتماعه أو استعماله فيه، كالشِّيد للحائط.