للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها من النَعْمة " (وعبارة ق في البَرَهْرَهة: "الشابّةُ الناعمة أو التي تُرْعَدُ رُطُوبَةً ونُعُومةً ").

° المعنى المحوري هو: امتلاء باطن البدن بلطيف يُصلحه ويُجمّل ظاهره: كما في امتلاء جسم الجارية بالنَعمة.

ومنه "بَرِه الرجل (كفرح): ثاب جسمه (امتلأ) بعد تغيّر من عِلّة. وأبره الرجلُ: غلب الناسَ وأتى بالعجائب ".

أقول ومن ذلك "البرهان: الحجة "؛ إذ به قِوام الدعوى وصُلوحها؛ لأنه يؤيدها فتقوى وتغلب، وبدونه تكون دعوى فارغة: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} [البقرة: ١١١] البرهان: الدليل الذي يوقع اليقين [قر ٢/ ٧٥] {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [المؤمنون: ١١٧]. وتأمل قول الحق لموسى: {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ} [القصص: ٣٢]، فواضح أن هاتين المعجزتين تؤيدان وتقويان بقوة نبوةَ موسى أمام فرعون. ولم يأت في القرآن من التركيب إلا (البرهان) بمعنى الحجة التي توقع اليقين. {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: ٢٤] أستريح إلى قول [قر ٩/ ١٧٠] "وبالجملة فذلك البرهان آية من آيات الله أراها الله يوسف حتى قوى إيمانه وامتنع عن المعصية ".

° معنى الفصل المعجمي (بر): التجرد أو الانكشاف مع العِرَض أو الامتداد - كما يتمثل ذلك في انكشاف البَرّ منبسطًا - في (برر)، وقَشْر الطرَف ممتدًّا - في (برى)، وتسوية الظاهر وسلامته - في (برأ)، وبقاء الأرض البور بلا نبات - في (بور)،

<<  <  ج: ص:  >  >>