للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قناتَنَا يا عمروُ أعْيَت ... عَلَى الأعداءِ قبلَك أن تلينا

إذا عَضَّ الثِقافُ بها اشْمَأزّت ... ووَلَّتهُم عَشَوْزَنَةً زَبُونَا

عَشَوْزَنَةً إذا غُمِزت أرَنَّت ... تَدُقُّ قَفَا المثقِّفِ والجبينا

(عَشَوزنة: صُلبة. غُمزت: ضغطت بالثقاف أو غيره لثَنْيها حسب ما يراد. زَبون: دفّاعة، أَرَنّت: صَدَرَ عنها رنين صوت دقيق حادّ. تدق قفا المثقف والجبينا أي أنها ترتد بقوة واندفاع بعد الغمز وتصيب قَفَاه أو جبينه. وهذا تصوير لاشمئزاز القناة المذكور في البيت السابق).

° المعنى المحوري ابتعادٌ باندفاع شديد إِثْر محاولة الثَنْي، وذلك بسبب الصلابة: كاشمئزاز تلك القناة الذي صوره البيت الأخير عقب غَمْزها، أي محاولة ثَنْي جزء منها عن وضعه (وليس في ل استعمال حسي).

ومن معنوى ذلك: "اشمأزّ: ذُعِر من الشيء/ نَفَرت نفسه منه لكراهته. وبه يفسَّر انقباضُ القلب، وقد ذُكر في [ل]. وبهذا أيضًا ينبغي أن يفسَّر قوله فيه: "اشمأزّ: انقبض واجتمع بعضه إلى بعض "فالمقصود التقبض الذي به يتباعد نفورًا {اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ}: نفرت نفورا شديدا.

(شمس):

{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [يس: ٣٨]

"الشمس تلك المضيئة. والشَمُوس من الدواب: النَفُور الذي لا يستقر لشغْبه وحِدّته. وقد شَمَست (قعد): شَرَدَتْ وجَمَحَت ومَنَعَتْ ظَهْرها. والشَمُوس من النساء: التي لا تطالع الرجال ولا تُطْمعهم ".

° المعنى المحوري حِدّةٌ بالغة تتركز في الشيء تَنْفذُ منه وتَظْهَر من كثْرتها:

<<  <  ج: ص:  >  >>