للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصائد؛ لأنها تُخْفِى من يستتر بها ". ومنه: "اشتملت الرحم على الولد؛ تَضَمَّنتْه {أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ} [الأنعام: ١٤٣ وكذا ما في ١٤٤] وشَمِلَت الناقة (فرح): لَقِحَت (ففي بطنها جنين تحيط به). ومنه الشِمَال - ككتاب: كُلُّ قَبْضة من الزرع يَقْبِض عليها الحاصد. والشِمال: اليد اليسرى (لأنها تمكّن مع اليمنى من احتواء الشيء والتفاف اليدين حوله) {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} [الحاقة: ٢٥] فهذه اليد المقابلة لليمنى. {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} [المعارج: ٣٧]. فهذه وسائر ما في القرآن من (شمال) و (شمائل) تعني الجهة المقابلة للجهة اليمنى.

أما "الشَمَلة والشَمَل -بالتحريك فيهما: القليلُ يبقى على النخلة من حَمْلها "، فهو من عدم الانتشار في الأصل؛ لأنها بقيت ممسكة. و "شَمَل الرجلُ: أسرع وشمّر " (فهذا من جمع ثيابه أو نفسه).

ومنه "ريح الشَمال "- كسحاب (لأنها تشمل النفوس وتلفها بلطفها ورقتها [انظر: نهاية الأرب ١/ ٩٧]، أو لأنها تهب من جهة شِمال القبلة. ومنه "الشِمال - ككتاب: خليقَة الرجل (كأنها طبيعته المختزنة فيه). والشَمُول: الخمر "؛ (لقوة الإسكار فيها التي بها تستولي على السكران).

° معنى الفصل المعجمي (شم): جمع ما هو منتشر منسحبًا إلى أعلى كشَمّ الرائحة المنتشرة في الهواء بدخولها في الأنف، وكالجبل الأشم الطويل الرأس -في (شمم)، وكتجمع كافة الشامة سوادًا -في (شأم)، وكالسِمَن الساري في البدن فإنه ينير البدن وإن كان قليلًا في (شمت)، وكاجتماع قاعدة الجبل فيطول رأسه في السماء -في (شمخ)، وكتجمع حرارة الشمس فيها مع وجودها في أعلى الأفق -في (شمس)، وكما يجمع الشِمال الضرع والنخلة، والبدن إلى أعلى -في (شمل).

<<  <  ج: ص:  >  >>