للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري وجود شيء ذي قيمة في الحيّز بتمكن: كالشُهد الذي لم يُعْصَر، وكذلك المُخَاط في البطن وله أثره في إزلاق الوليد، والمَذِيّ في الصُلب.

والوجود في الحيّز حضور فيه يلزمه معاينة ما يجري فيه: "شَهِد المجلسَ: حضره (المجلس ظَرْفٌ) والشاهد والشهيد: الحاضر {أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} [الزخرف: ١٩]، {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: ١٨٥]. أي في الشهر أي كان حاضرا غير مسافر. وبالحضور يفسَّر ما في [البقرة: ١٨٥، المائدة: ١١٣، يونس: ٦١، الكهف: ٥١، الأنبياء: ٦١، الحج: ٢٨، النور: ٢، النمل: ٣٢، ٤٩، الصافات: ١٥٠، الزخرف: ١٩، المدثر: ١٣، البروج: ٧]. وكل صفة شهيد مسندة إلى اللَّه عز وجل، [البقرة: ١٣٣، النساء: ٧٢، الأنعام: ١٤٤، هود: ١٠٣، الإسراء: ٧٨، مريم: ٣٧]، وكل (الشهادة) في {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} [عشرة مواضع منها الأنعام: ٧٣] وفي {يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: ٢١] قال: يشهدون عملهم أو كتابته [قر ١٩/ ٢٦٤].

كما يلزم من المعاينة العلمُ، قال في [بحر ٢/ ٤١٩: "وأصل شَهِدَ: حَضَرَ، ثم صُرّفت الكلمة في أداء ما تقرر علمه في النفس بأي وجه تَقَرَّر من حضور أو غيره ". "شَهِد الحادث: عاينه [الوسيط]. وشهد الشاهد عئد الحاكم: بيّن ما يعلم وأظهره، والشهادة: الإخبار بما عَلِمه (مما رآه إذْ حَضَر) {وَوَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ} [البقرة: ٢٨٣]، {وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} [البقرة: ٢٨٢] {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ} [النور: ٢٤] يفسرها ما في [يس: ٦٥] {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا} [الأحزاب: ٤٥] (يشهد -صلى اللَّه عليه وسلم- بتبليغه أمته، وعلى أعمالهم إذ تُعرض عليه أولًا بأول) وكل ما عدا ما سبق وما يأتي فهو من أداء الشهادة بما رُئى أو عُلم. وبعضه يتأتى أو قيل فيه بالحضور والأداء مثل [البقرة: ٨٤] وفي [آل عمران: ٩٩] {وَأَنْتُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>