للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الأصل "الإصابة: النزول بالشيء واللحاق به خيرًا كان النازل أو شرًّا {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: ٧٩] ثم كثر في الشر. فالصابة والمُصيبة والمُصابة -بالضم، وكمَعونة: مما أصابهم به الدهرُ، كما قيل النازلة {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} [البقرة: ١٥٦]. والذي جاء في القرآن من التركيب: (الصواب) ضد الباطل والخطأ، و (الصيّب) المطر و (أصاب) أراد، ثم الحَدَث الذي يَنْزل بالإنسان خيرًا أو شرًّا. وقد مثلنا لكلٍّ والسياقات تعيّنها بوضوح. أما كلمة (مصيبة) فلم تستعمل في القرآن إلا في التعبير عما يعده الإنسان شرًّا.

ومن الموافقة للشيء والوقوع به جاء معنى النَيْل منه (كأن الأصل: بالهُوِيّ إليه، فهو مَعْنًى لزوميّ) فقيل "المِصْوبة -اسم آلة: المِغْرَفة، ويقال أصاب من المال وغيره: أخذ وتناول ". و "الصَوبُ شجر "ومن التكدس أو التركز اللازم للهُوِيّ "الصُوية: الكدسة من الحنطة، والصاب: شجر مرّ، أو عصارة الصَبِر " (تركز المرارة).

(وصب):

{وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا} [النحل: ٥٢]

"وَصَبَ الشحْمُ: دام. وأوصبت الناقةُ الشحمَ: ثَبَتَ شَحْمُها وكانت مع ذلك باقية السِمَن ".

° المعنى المحوري دوام بقاء الحادّ الذي يحتويه الشيء فيه. كالشحم في البدن. ومنه فلاة "واصبة: لا غاية لها من بُعدها (متلاحمة متماسكة لا تنتهي وهي فلاة أي جافة = حِدَّة). ووصَبَ على الأمر -كوعد: وَاظَب عليه (جِدٌّ وهو من جنس الحدّة)، وأوصب: دام {وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا} [النحل: ٥٢] له الطاعة

<<  <  ج: ص:  >  >>