للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(صوت):

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: ٢]

"الصَوْت: الجرْسُ معروف. صات يَصُوت ويصات صَوْتًا وأصات وصوَت به -كلُّه: نادَى. والصائت: الصائح. رجل صيّت وصياتٌ: شديد الصوت. كانوا يكرهون الصوت عند القتال: هو أن ينادي بعضهم بعضًا أو يفعل أحدهم فعلًا له أثر فيصيح ويُعَرّف بنفسه على طريق الفخر والعُجْب. المُنْصات: القويم القامة. وقد انصات الرجل إذا استوت قامته بعد انحناء كأنه اقتبل شبابه ". والصِيت -بالكسر: المطرقة، والصائغ، والصَيْقل [ق] (الصَقْل: جِلاءُ السيوف، وتضميرُ الخيل بإذهاب ترهُّلها).

° المعنى المحوري امتداد الشيء قويًّا مستقيمًا لصدوره بضغط أو وقوع ضفط عليه -كما تفعل المطرقة في الحديد والذهب: مَمُدُّه شَريحةَ دقيقة السُمك مستقيمة، وذلك قبل تشكيله. (فكلمة (صِيت) هنا على وزن (فِعل) بالكسر بمعنى اسم الفاعل)، وكما يستقيم بدن الرجل بعد انحناء كأنما طُرِق وَسَطه فاعتدل قِوامه. والصَوْت من هذا فهو زمير الجهر. والأصل في معنى الصوت أنه المرتفع منه بدليل تفسيره بالنداء (وهو ضد النِجاء)، وبالصياح، وبالدعاء -وكلها أصوات عالية لا تصدر إلا بدفع أي ضغط قوي- وبه يفهم قوله تعالى: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: ١٩] [ورفع الصوت مذموم. ينظر ل فدد]. ولأن الأصل في المعنى اللغوي للصوت أن يكون عاليًا، ووقوع هذا في الكلام مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ينافي توقيره، لذا نُهينا عن ذلك {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>