للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الحِلْمِ إدهانٌ وفي العَفْو دُرْسَة ... وفي الصِدْق مَنْجاة من الشر فاصْدُق

الصدق هنا التشدد والصلابة أي إذا صَلُبت انهزم عنك من تَصْدُقُه ". {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} [القصص: ٣٤]: يقويني. أو يؤيد قولي {مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} [الأنعام: ٩٢] أي من كتب اللَّه المنزلة قبله (والآية عن القرآن لا التوراة) فإنه يوافقها في نفي الشرك وإثبات التوحيد [ينظر قر ٧/ ٣٨، بحر ٤/ ١٨٢] أقول وما ذكر فيها مما لم يحرف أو ينس وذُكر في القرآن فإن القرآن صدق فيه لها.

ومن صلابة الباطن "الصدق ضد الكذب "لأنه وَثَاقه وحَقٌّ ثابت كما أن في الكذب ليونة (انظر كذب) إذ الصادق من القول ثابتٌ صُلْبٌ وراءه واقع يُعْتَمَد عليه {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ. . .} [إبراهيم: ٢٧]، {وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [الأحزاب: ٢٢]، {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ} [يوسف: ٢٦]، وصدّق - ض (اعتقد - وثِق في صحة الكلام وحقّيته) {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ} [التحريم: ١٢]، {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (٢٦)} [المعارج: ٢٦]، {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} [القيامة: ٣١]. وكل فعل (صَدَق) و (صِدْق) و (صادق) و (صادقون) و (صادقات) و (أَصْدَقَ) و (صدّق)، ومضارعه ومصدره، واسم فاعله (مصدّق): كله من الصِدْق ضد الكذب. ومنه كذلك صيغة (صِدِّيق) ومؤنثها وهي صيغةُ مبالغة -تدل على عُمْق الإيمان وقوته فهو ذو إيمان صُلْب لا تُلِينه الفتن والشدائد {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ} [يوسف: ٤٦]، {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} [مريم: ٤١]، {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ. . .} [الحديد: ١٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>