للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري انتشار واسع على ظاهر الشيء: كانتشار جلد البدن على ظاهره، وانتشار الشعر على الجلد، وانتشار البقل والعشب والنبات على وجه الأرض، وانتشار ضوء الصبح على البسيطة وفي الأفق. والبشير في البيت هو الضوء المنتشر.

ومن ذلك أيضًا قولهم: "بَشَر الأديمَ وأبْشَره: قَشَر بَشَرته التي ينبت عليها الشعر، وبَشَر الجرادُ الأرض (نصر): قشرها وأكل ما عليها " (أي من النبات. والفعل فيهما لعمل الشيء أي إيجاده أو إبرازه أو للإصابة).

ومن البَشَرةِ (: ظاهرِ الجلد): المباشرةُ بين المرأة والرجل، قال [طب ٣/ ٥٠٤] "المباشرة: ملاقاة بَشَرة ببشرة .. وكنَى الله عز وجل بقوله: {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ} [البقرة: ١٨٧] عن الجماع "اهـ ومن ذلك: "باشر الأمر: وَلِيه بنفسه "كأنه - لعدم الواسطة - يماسّه.

ومن المعنى المحوري: "البَشَر: الخَلْقُ/ الإنسانُ " (لأنه سلالة انبثت من آدم وانتشروا حتى صاروا أكثر ما على الأرض أو من أكثر ما عليها): {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ} [ص: ٧١]. وعند الراغب أنه سُمِّي كذلك "لظهور جلده (أي خلوه) من الشعر بخلاف الحيوانات التي عليها الصوف أو الشعر أو الوبر ". اهـ. وما قلته أصدق ملحظًا قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ} [الروم: ٢٠] قال الزمخشري: (إذا) للمفاجأة وتقديره ثم فاجأتم وقت كونكم بشرًا منتشرين في الأرض، كقوله تعالى: {وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} [النساء: ١] ". [الكشاف العلمية ٣/ ٤٥٧]. يعني: ثم ها أنتم بشر تنتشرون، يعجّبهم ويلفتهم سبحانه وتعالى إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>