للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقرى " (للنحل)، والحصونُ، وما يصنعه الناس من الأبنية والآبار. {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ} [الشعراء: ١٢٩]. فسرت في [قر ١٣/ ١٢٣] بالمنازل، والحصون، والقصور، ومحابس المياه. والأخير هو المشهور. وكلها فيها تدبير وإحكام {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه ٣٩] تُرَبَّى. {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} [طه: ٤١] جعلتك مقر الإكمال والإحسان [بحر ٦/ ٢٢٧، ٢٢٨].

(صنم):

{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: ٣٥]

"الصَنَمَة -محركة: قَصَبَة الريش كُلِّها [ق]. والصَنِمَة - كفرحة: اللبَن الخبيثُ الطعم والرائحة ".

° المعنى المحوري جمع الشيء أو أخذه أمورًا دقاقًا أو خفية -مع استواء الظاهر- كقصبة الريش حولها جناحان من الشعر، وكاللبن الموصوف تمتد منه رائحته الخبيثة ويذاق فيه طعمه الخبيث وهما خفيان، والظاهر مستو.

ومن ذلك: "الصَنَم -محركة: قُوّة العَبْد وهو صَنِم "- ككتف. (القوة إمكانية لا تبرز إلا عند العمل). وأما "الصنمَ -بالتحريك: ما اتُّخِذ إلهًا من دون اللَّه. . . يُنْحَت من خشب ويصاغ من فضة ونحاس "فلعله سُمِّي كذلك لما توهَّم فيه عابدوه من قوى خفية ليس لها ظواهر تدل عليها. ثم إن اللغويين اختلفوا في الفرق بين الصنم والوثن: فمنهم من سَوَّى بينهما: الجوهري [تاج]، وفي [طب الأنعام ٧٤] أنها مصوّران. ومنهم من رأي أن المصوّر صنم وغير المصور وَثَن (الفهري وابن عرفة وشرح الدلائل)، ومن نص على كون الوثن مصوّرا [ينظر فيهما تاج]. ومنهم من رأي أن الصنم صورة بلا جثة (رسم على الحائط مثلا)، والوَثَن ما كان له جثة من خشب أو فضة أو حجر ينحت ويعبد. ومنهم من

<<  <  ج: ص:  >  >>