للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعل الوثن المنصوب أي الذي له جثة صَنَمًا.

ويترجح لدي أن الصَنَم مصور فهذا أدْعَى إلى توهم سِرٍّ فيه، كما أن اعتبار اللفظ المصاقب للصنم، وهو السنام، يرجح أنه جثة منصوبة. أما الوثن فإن احتواء الكلمة على الفصل المعبر عن التكثير (ثن) يرجح أن المعتبر فيه أنه شريك أو ثانٍ (أي تعدد المعبود) تعالى اللَّه عن ذلك. فملحظ الوثن أنه شريك، وملحظ الصنم أنه جثة مصورة منصوبة، فيمكن أن نقول إن الوثن أعم من الصنم. أما دعوى تعريب الصنم التي ذُكرت في ل وغيره، فلا أساس لها، كما وضح مما سبق.

° الفصل المعجمي (صن): هو الاحتواء في الجوف أو الإمساك في الأثناء بتمكن أو دوام كالصَنّ: الزبيل الكبير الذي يجعل (أي يخزن) فيه الطعام والخبز، وكما يُصِنّ اللحم أي ينتن من طول بقائه غير مبرد -في (صنن)، وكما يحتوي الأصل من النخل علي قوة وخصوبة عظيمة فتخرج منه نخلتان أو ثلاث أو أكثر لا نخلة واحدة -في (صنو)، وكما يحتوي السفّود علي عدة قطع من اللحم بتمكن، وكذلك مصنع الماء خزّانه -في (صنع)، وكما تمسك قصبة الريش بشعرها النابت منها إمساكًا قويًا، وكذلك اللبن الخبيث الطعم والرائحة إنما يكون كذلك لبقائه مدة طويلة غير مبرد -في (صنم).

[الصاد والهاء وما يثلثهما]

(صهر):

{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا} [الفرقان: ٥٤].

"صَهَرَ الشحم ونحوه (فتح): أذابه. والصُهَارة - كرخامة: ما ذاب منه ".

<<  <  ج: ص:  >  >>