للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطوب اللبِن، وكدقَ الوَتِد في الأرض.

ومنه هذا المعنى المشهور للضرب أعني صدم البدن بعصا أو يد: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} [النساء: ٣٤]: والأئمة على ضرورة مراعاة السبب وهو النشوز، ثم التدرج في المراتب، وأن يكون الضرب -إذا وصل التأديب إليه- غير مبرح، وأن يتوقف التأديب عند وقوع الطاعة [ينظر قر/ ١٧٠ - ١٧٣، بحر ٣/ ٢٥٠ - ٢٥٣]. ومن صدْم غير البدن: {اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ} [البقرة: ٦٠] ومثله ما في [٧٣ منها وما في النساء: ٣٤، الأعراف: ١٦٠، الأنفال: ١٢، ٥٠، الصافات: ٩٣، ص: ٤٤، محمد ٤، ٣٧]. {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ} [الشعراء: ٦٣] ضرب موسى البحر بعصاه فصار فيه اثنا عشر طريقًا. أراد تعالى أن يجعل هذه الآية متصلة بموسى ومتعلقة بفعلٍ فَعَله، ولكنه بقدرة اللَّه، إذ ضربُ البحر بالعصا لا يوجب انفلاق البحر بذاته. ولو شاء تعالى لفلقه دون ضربه بالعصا [البحر ٧/ ١٩]. {فَضَرْبَ الرِّقَابِ} [محمد: ٤] المراد قتل الكفار المحاربين. ومن الصدم لمجرد التصويت لفتا للنظر {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ} [النور: ٣١].

ومن المخالطة المؤدية إلى نصب الشيء واشتداده "ضربَ البناء والقُبّة: نصبه وأقامه على أوتاد مضروبة في الأرض وثبته " {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ} [الحديد: ١٣] أقيم وثُبّت مع تضمين معنى فُصِل. ومنه {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} [آل عمران: ١١٢] كأن المعنى نُصِبَتْ عليهم وحازتهم وهو من ضرْب الخيمة كما قال الراغب. ومنها بلا تضمينٍ اسدالُ الخمار على العنق {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور:

<<  <  ج: ص:  >  >>