للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه "ضَلِلْتُ المسجدَ والدارَ: إذا لم تعرف موضعهما (كأنما حُجِبت عنهما أو حُجِبا عنك). وأضْللت بَعيري وغيرَه إذا ذَهَبَ منك " (غاب في مذهبه).

وبالأصل فُسِّر قوله تعالى {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} [السجدة: ١٠] أي خَفِينا وغِبْنا في الأرض بعد أن مِتْنا وصرنا تُرابًا وعظامًا [ل ٤١٦/ ٢١، ٤١٩/ ٢٠] وكل (ضل السبيل) أو (سواء السبيل) أو (عنه) فيهما -والمقصود سبيل الرشد والإيمان أي هو ضد الاهتداء. وبمعناه كل (ضل) في مقابل الاهتداء، و (ضل) بلا مفعول، والإضلال الإيقاع فيه، والاسم الضلال والضلالة، وكذا اسم الفاعل (ضالّ) و (مُضل) والتفضيل (أَضَل). وفي قوله تعالى {لَا يَضِلُّ رَبِّي} [طه: ٥٢] أي لا يفوته شيء [ل] وإنما الأصل: لا يغيب عنه شيء. ضللت الشيء: إذا أخطأته في مكانه فلم تهتد إليه [بحر ٦/ ٢٣٣]. {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا} [البقرة: ٢٨٢]: تَنْسى (وهو غياب الشيء عن الذهن). {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: ٢٤]. وهذا غياب الفقد ومثله كل (ضل عن) وفاعله (ما كانوا يدْعون من دون اللَّه) أو (يَدّعون). {ضَلَّ سَعْيُهُمْ} [الكهف: ١٠٤]: ضاع وهلك/ بطل؛ أَخْذا من الغيبوبة (كأنه لا وجود له). ومنه {أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ} [الفيل: ٢ وما في الرعد: ١٤]. {قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ} [يوسف: ٩٥]: ذهاب عن طريق الصواب. . . [قر ٩/ ٢٦١] (أي عندهم هم). {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى: ٧]: حائرًا يغيب عنك كثير من وجوه الأشياء قبل النبوة، ككيفية العبادة المُرْضية عنده تعالى، وكشف لك بالنبوة ما غاب عنك من حُكْمه تعالى في كل ما يشيع في المجتمع حولك من معاملات وسلوكيات وهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>