للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منقوشة كهيئتها. وقيل أهلكها حتَّى لا تُرَى - من طموس العينِ والموضعِ: عَفَائهِ ودُرُوسِه [قر ٨/ ٣٧٤]. التفسيران الأول والأخير أقربها. {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ} [المرسلات: ٨] ذهب ضوءها ومُحِيَ نورها [قر ١٩/ ١٥٧].

(طمع):

{وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} [الشعراء: ٨٢]

"طَمِعَ فيه وبه (فرح): حَرَص عليه ورجاه. والطير يُصاد بالمطامع - ج مُطمِع - كمحسن، وهو الطائر الذي يوضَع في وَسَط الشبكة لتصاد بدلالته الطيور. وقال زهير:

ثم استمرت إلى الوادي فالجأها ... منه وقد طَمِع الأظفارُ والحنك

أي كاد يأخذها وبتعلق بها أظفاره ومنقاره " [الأساس].

° المعنى المحوري محاولة الأطباق على الشيء وضمه مع تهيؤ يقوي الرجاء في ذلك. كوجود الطائر في الشبكة بالنسبة للجوارح التي تريد صيده، وكتهيؤ الأظفار والحنك بطولها وتقوسها وحدّتها. ومن هذا التهيؤ شدةُ شهوة النفس لضم الشيء، لأنَّها تهيج وتهيئ تيسُّر ذلك {ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ} [المدثر: ١٥] والتهيؤ هنا هو كثرة ما عنده قَبْلا مما قرّب له تيسر الزيادة. وتأمل {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: ٣٢] فلين القول هو التهيئة التي تُطْمِع. وأمَّا في {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي} [الشعراء: ٨٢، وكذلك ما في المائدة: ٨٢، الشعراء: ٥١] وكذلك كل (خوفًا وطمعًا) أي خوفًا ورجاء (وتخويفًا وإطماعًا) - فالتهيئة هي ما يعلمون ويتوقعون من رحمة اللَّه

<<  <  ج: ص:  >  >>