للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسمى ما ذُبِح بلا مرض غَصيبًا) و "ظَلَم الحمارُ الأتان إذا كامَها وقد حَمَلتْ (الأصل أن الدوابّ والأنعامَ لا ينزو ذُكْرانُها على إناثها إلا إذا كانت الإناث ضَبِعَة (بها شهوة لذلك) وكانت غيرَ عشراء) ففي الثلاثة تجاوز عما ينبغي أي عن المستحَقَ، وحيلولة دون الاستمرار في ما ينغي. وقد مر بنا أن الأرض المظلومة هي التي لم تُمْطَر (فالمطرَ حَقُّها وقد مُنِعَته)، والغالب أن مثل هذه تكون جَلَدًا ليست طيعة للحفر قال لبيد: {والنُّؤْىُ كالحَوْض بالمظلومة الجَلَد}

(النُؤى جَدْرٌ ترابي صغير يحاط به حول الخيمة ليمنع ماء المطر وغيره) قال في [ل]: "يعني أرضًا مَرُّوا بها في برّية فتحَوَّضوا حوضًا سَقَوْا فيه إبلهم " (١). فالشاعر سماها مظلومة لأنها لم تُمْطَر أي مُنع حقها وانتُقِص، فهي جَلَد. وكذلك الأمر في قولهم "ظلمَ الوادِي إذا بَلَغَ الماءُ منه موضعًا لم يكن ناله في ما خلا، ولا بلغه قبل ذلك "فالأصل أن يقف عند الحد الذي اعتيد أن يبلغَه فحسْبُ. فهنا انتقاص من الفراغ المستَحَقّ المعتاد. ويقال "لزِمُوا الطريق فلم يظلموه أي لم يعدلوا عنه. أخذ في طريق فما ظَلَم يمينًا ولا شمالًا "فالأصل الاستقامة في الطريق وعدم العدول عنه. فالظلم في كل ذلك تجاوز عن المستحق بمنعه وانتقاصه.

ومما جاء في القرآن الكريم من استعمال الظُلْمة- خلاف النور {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ} [يس: ٣٧] وفي قوله تعالى: {يَخْلُقُكُمْ فِي


(١) قال في بقية كلامه هنا. . "وليست بموضع تحويض "وهذه الزيادة لمجرد الربط الاشتقاقي. وإنما الأصل أن يقال في مثل هذه الأرض إنها ليست بموضع حفر لجلادتها "أما التحويض فقد يكون بغير حفر. وهو في الجلَد أمكن.

<<  <  ج: ص:  >  >>