للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعتبأت المرأة: احتشت. ومنه العَباءة "لجمعها اللابس بثيابه واشتمالها عليه كله.

ومنه "ما عَبأت به شيئًا إذا لم تُبالهِ لم تجد له ثِقْلًا [المقاييس] أو قَدْرًا -أي في قلبك {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} فإذا كان الدعاء هنا هو العبادةَ المترتبةَ على الإيمان بقرينة {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} [الفرقان: ٧٧] وهو بقية هذه الآية - إذا كان كذلك فالمعنى لا مقام ولا وزن لكم عند اللَّه إلَّا بإيمانكم. فاللَّه عَزَّ وَجَلَّ إنما ينظر إلى القلوب والأعمال، والكرامة عند اللَّه بالإيمان {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ١٣] وغيرُ المؤمنين لا وزن لهم عند اللَّه - كما ورد في [ل بلا] في عَجُز حديث "وَتبْقَى حُثالةٌ لا يُباليهم اللَّهُ بالةً " [وانظر قر ١٣/ ٨٤].

(عيب):

{فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا} [الكهف: ٧٩]

"العَيْبةَ -بالفتح: وِعاء من أَدَم يكون فيها المتاع، وزَبيل من أَدَم يُنْقَل فيه الزرع المحصود إلى الجرين (في لغة همْدان)، وما يُجْعَل فيه الثياب. والِعيابُ - ككتاب: المِنْدَفُ ".

° المعنى المحوري فراغ في أثناء المشيء مع التحام ظاهره. كالعيبة متماسكة الظاهر فارغة الجَوْف، والنَدْفُ تخفيفُ كثافة أثناء القطن والصوف بخلخلة كثافته أي إمجاد فراغ في أثنائه فيصيرُ هشًّا منفوشًا. ومنه "عَابَ الشيءُ والحائطُ: صار ذا عيب "ولم يعينوا هذا العيب؛ وفي ضوء الأصل يمكن أن يفسَّر عيب الحائط بأنه تشقق أو اختلال لتآكل في أثنائه أو خَواء في أساسه. وتأمل قول اللَّه تعالى في السفينة: {فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا} أي أراد أن يخرق قاعها أي أسفلها

<<  <  ج: ص:  >  >>