للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمعنى الرجاء والطمع القوي. وقوله تعالى {هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا} [البقرة: ٢٤٦] استفهم عن مقاربتهم ترك القتال إن كُتِبَ عليهم تعرفا على ما انطوت عليه قلوبهم [البحر ٢/ ٢٦٤ وانظر قر ٣/ ٢٤٤] والخلاصة أنه يقول ربما لا تقاتلون حينئذٍ. {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ} [محمد: ٢٢] هل يتوقع منكم إن أعرضتم عن القتال، أو وَلِيتُم أمور الناس أن. . . [ينظر بحر ٨/ ٨٢]. وأرى أن تأويل الآيتين ليس التعرف، وإنما تأنيبهم بما سيقع منهم.

(عسر):

{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: ١٨٥]

"العسير: الناقة قد اعتاطت في عامها لم تَحْمِل (اعتاطت: لم تحمل سنين من غير عُقر)، والناقة التي لم تُرَضْ. عَسُر ما في البطن: لم يخرج. وقد أَعْسَرَتْ: عَسُر عليها وِلادُها [ق] ".

° المعنى المحوري صعوبة النفاذ في الباطن أو منه. كالناقة المعتاطة وكأنها مُصْمَتَة - لا ينفذ فيها اللقاح، والتي لم تُرَضْ صلبة الباطن لم تُعَوَّد أن تُركب فهي تنفر وتمتنع من السير إذا رُكبت، وهم يعدون السيرَ بذْلًا، ومن ماديه أيضًا "العَسَران أن تشول الناقة بذنبها لتُرِى الفحل أنها لاقح أي لَقِحَتْ فلا سبيل إليها (أي لا تمكنه من نفسها). وأما "العاسرة: التي إذا عَدَت رفعت ذنبها "فهي تشبيه بتلك. ومنه "عَسُرت عليه حاجته: الْتاثَتْ " [الأساس] (الالتياث اشتداد وعدم جريان كالاعتياص والاعتياط) ومن هذا "العُسْر -بالضم وبضمتين الضيق والشدة والصعوبة (كما نقول أحيانًا: وقف حال). والأصل أنه عام في جريان الأمور على وجهها، لكن يبدو أنه ينصرف كثيرًا إلى ضيق النفقة أي قلة

<<  <  ج: ص:  >  >>