للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلاهما فيه حدة حينئذ من حيث هو طعام، فالسويق العفير واللحم المعفَّر فيهما جزء معنى اسميهما المأخوذين من (عفر) وهو الجفاف الذي هو أيضًا حِدّة.

ومن الجفاف في الأصل وما يلزمه من صلابة "تعفيرُ الوحشية ولدَها إذا أرادت أن تفطمه: تقطع عنه الرضاع أيامًا ثم تعود ثم تقطع. فالجفاف هنا أقل من سابقه. ومن معنوى هذا: "العُفر -بالضم: البعد وقلة الزيارة " (جفاء).

أما "العُفْر -بالضم: الشجاع الجَلْد، والغليظ الشديد. ورجل عِفْر -بالكسر وكهِبْرِية، وعِفريت بين العَفَارة - كسحابة: خبيث مُنكَر نافذٌ في الأمر وبالغٌ فيه مع دَهاء، وعِفِرّ - كطِمِرّ: قوي عظيم، وعِفْرِيَة - كهبرية: مُصَحَّح " (كمعظم أي لا يصاب) فكل هذا من الجفاف والجفاء والحدة ونحو ذلك مما يظهر عند الاستثارة خاصة. ومن هذا العفريت {قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} [النمل: ٣٩] فهذا شديد قويّ كما وصف نفسه. "وقد تَعَفَّر الوحشي: سَمِنَ (السمن غلظ حجم وحدّة مادة) واعتفره الأسد: افترسه (إصابة).

ومن الانبعاث عند الاستثارة مع الجفاف قالوا "عَفَرَ الزرعَ، وهو "أن يُسْقَى (الزرع) سَقْية ينبت (عنها) ثم يُتْرك أيامًا لا يُسْقَى يخها حتى يعطش، ثم يُسْقَى فيصلح على ذلك. . والعَفَار أن يُتْرك النخل بعد السقي أربعين يومًا لا يسقى لئلا يَنْتَفِضَ حَملُها ثم يُسقَى ثم يُتْرك إلى أن يَعْطَش ثم يسقى ".

هذا وقد اشْتَقوا من العَفَر: ظاهر التراب "العُفْرة -بالضم: لون " (يشبهه). وغيرها.

° معنى الفصل المعجمي (عف): قلّة المتاح على الظاهر من الشيء أو قلة

<<  <  ج: ص:  >  >>