للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(بقو - بقى):

{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: ٢٧]

"المُبْقِيات - بضم فسكون: الأماكن التي تُبْقِى ما فيها من مناقع الماء ولا تشربه، ومن الخيل: التي يَبْقى جَرْيها بعد انقطاع جرى الخيل ".

° المعنى المحوري هو: دوام وجود الشيء في الجوف لا يفنى: كالماء في المبقيات، وكالقوة في مُبْقِيات الخيل. ومنه: "بقِىَ الرجلُ زمانًا طويلًا (كرضى): عاش " (ظل موجودًا على الأرض وهي ظرف كالجوف). ومن هذا قولهم للعدو إذا غَلَبَ عليهم: "البَقِيَّةَ أي: أَبْقُوا علينا ولا تستأصلونا (دعونا موجودين)، واستبقى الرجلَ وأبقى عليه: وجب عليه قتل فعفا عنه. وإذا أعطيت شيئًا وحَبَسْتَ بعضَه قلتَ: استبْقيت بعضه ". وكل ما في القرآن من التركيب فهو بمعنى دوام وجود الشيء أي عدم فنائه: إما في ذاته، وإما لأنه كان ضمن جمع من شيء، فذهب بعض الشيء أو أكثره، وبقي هو.

• وقوله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ} [هود: ١١٦] أي أولو تمييز وفهم [ل]، أي أولو عقل ولب، وهما في جوف الجسم (اللب والمخ كذلك) وكأن سبب هذا التعبير أن أغلب أهل تلك القرون كانوا محرومين من التمييز لغلبة الهوى والتقليد عليهم. ومن ذلك أيضًا {بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ} [هود: ٨٦] أي ثوابه المدَّخَرُ لكم عنده عز وجل. ومن ذلك: "بقَوْت الشيء وبَقَيْته: نظرتُ إليه. بَقَاه بعينه بَقَاوَةً: نظر إليه "فالنظر بالعين، وجوهرة العين جرم غليظ سميك في جوف حِجَاجها، فالفعل أُخِذ من صفتها هذه إصابةً بها - كما يقولون: عانه وفَأَسَه. ويقال "ابقُهُ - بضم

<<  <  ج: ص:  >  >>